الخميس، 1 ديسمبر 2022

وهم حقيقي للشاعرة نوتل سعد

 وهم حقيقي ....

بقلم الأديبة نوال سعد 

تقاسمته كل شيء ..حتى تفاصيلها اليومية الصغيرة ..على مدار اليوم والليلة ..حكي بكل الميادين ...حتى صارت أطراف الأنامل تتسابق على نقر الحروف ...

اجتذبهما الحديت من شق لآخر ..من زاوية لأخرى حتى توغلا بالعمق ..ثم الأعمق ...تحديا صلابة القاع وانسلا بين شقوقه ...فأضاءت  هي له ابتسامتها ظلمة الأعماق  ..وفتح لها  هو بعذب كلماته أبواب الأمل ..

حياتها لم تكن ابدا وفق ما آمنت به  منذ وعيها بهذا العالم 

لم تصادف أبدا من يفهم ماهيتها وكنهها  ولا ما تشير إليه كلماتها ..اعتراها اليأس حتى ظنت أن العالم كله من جنس واحد قبل أن يلتقيا ..

أمسيا  وأضحيا على هذا الحال أياما عديدة ....يقطفان من شجر الحب ألوانا ..ومن سنديان الغرام أشجانا ...تارة يضحكان وتارة يتحسران على ما مضى من سالف العمر دون معرفة بعضهما لبعض .. وتارة يتوقفان لطرح السؤال الحتمي ..إلى متى كل هذا الغوص ؟؟ ألن ينتهي أكسجين اللهفة والشوق والرغبة باللقاء على السطح قليلا ...؟!!

كان ينظر إليه في كل مرة انها الأمل في العيش بما تبقى من عمره   بسعادة ...لكنه أمل خط سطوره على البياض  لا شيء على الواقع ...أحلام تتمناها النفس وتشتهيها وتتعلق بها..لكن لا تنالها أبدا ..حتمت عليهما معا العيش بعالمين الأول واقع لا يؤثر والثاني يعبرون إليه عبر بوابة الزمن لعالم مثالي وردي يداوي ماانشرخ ويلم شتات الروح وانكسارات القلب بالعالم الواقعي ...

قصة تمثلت وتجسدت على واقعين متقابلين  لنفس الأبطال ..حياة آثرت أن تنقسم بين ماض وآت وتغير الزوايا والديكور  والإنارة  لتجعل من الأعماق مسرحا  جمهوره الأيام والليالي ...فكان هذا الخيار  الحل الأمثل للهروب من واقعهما الذي نشأ على السطح ومر بالعمر كالبرق ...سرق سنينهما دون عيش يذكر ...

تعاهدت قلوبهما على الوفاء للمكان والزمان  وبقيت أجسادهما على واقع لا معنى له ......

إلى الآن لم تظهر أي بوادر للعودة ...فمتى ياترى ينتهي المسير بين سراديب الأعماق ...؟؟؟؟!!


نوال سعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق