الخميس، 22 ديسمبر 2022

الأرق مرض العصر للأستاذة لطيفة ناجي

 الأرق ،مرض العصر 

الأرق مثل الإكتئاب يعذب صاحبه بل يقتله ببطء شديد ، يجعل منه عبدا للوساوس والأفكار السوداء ، رهينة للأوهام والخيال .يصيب كبار السن أكثر من الصغار ولو أننا نشهد اليوم ظاهرة السهر الطويل أو ما يسميه البعض بالليالي البيضاء التي لا يكحل فيها النوم الجفون .ولكن تكون متبوعة بنوم عميق طيلة النهار لتعويض السهر .كوب الحليب الساخن أو أي نوع من المشروبات المسكنة أو الساخنة المجهزة بالأعشاب الطبية لن يساعدك على النوم بل قد يزيد الأمر تعقيدا.الأرق مرض خطير ،يداهم الإنسان ،أو يتربص له ،يترصده مثل وحش ضار،يهاجم فريسة ،يعذبها  قبل أن يفتك بها . ما الأرق ؟ هو حين يجافي النوم المآقي ،ساعة النوم ،ليلا،ليجعل منك إنسانا غير سوي عقليا أو عصبيا،عيناك مفتوحة،تتفحص في الظلام ،تبحث عن أشياء مبهمة ،تغلق عينيك،ولكنك لا تنام،تحس وتسمع وترى،كل حواسك تقوم بوظيفتها على أكمل وجه  فتثور ضد نفسك ،تغضب،تحس بألم شديد،وتتساءل وتتقلب في فراشك ،تتهم الوسادة بأنها غير مريحة،وأن الفراش غير وثير ،وبأن هناك تيار هوائي لا تعرف مصدره ،وبأن الماء في الصنبور يزعج ،وأن باب السطح ليس مغلقا ،وابنك ربما لازال أمام الحاسوب ،وابنتك أكيد أنها تتحدث مع أحدهم عوض القيام بواجباتها المدرسية...

لا تستطيع النوم أبدا،وتصبح الرأس ثقيلة تحس بأنها ستنفجر وقد يجف حلقك فتتناول رشفة ماء،تستعيذ بالله،تقرأ بعض الآيات ،تستغفر ثم تغوص في التفكير وقد تزعجك حركة عقارب الساعة قتقوم وتنزع البطارية لتوقف ذلك الوقع الذي رغم بساطته يشكل صوتا مزعجا يشبه الضجيج والضوضاء .

خلاصة القول ،عافانا الله وإياكم من الأرق والسهد ، فساعة نوم هنية ،يحتاج إليها الجسد والعقل،قد تجعل منك إنسانا متوازنا ،وسعيدا .ولكن ساعة أرق،تسرق منك النوم ، قد تقتلك وتقضي على راحتك النفسية وسعادتك الباطنية لتعيش في دوامة جهنمية من الكآبة والاضطراب .

           بقلم:ذة . لطيفة ناجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق