الاثنين، 5 ديسمبر 2022

عطر الرؤى للشاعر محمد الدقي

 عِطْرُ الرُّؤى

بقلم الشاعر محمد الدقي

ريحُ المواسمِ للسَّلاحِفِ شَدْوُهَا

لِمَ ترْدُمينَ البَيْضَ في النِّسْيَانِ؟

و تَدَّعِينَ أُمُومَةً مغشُوشَةً؟

هِيَ الجِبِلّّةُ : أنْ تُرَبِّي الكائناتُ صِغارَهَا

على الحنينِ و الحنانِ

و على مراقِي الحُبِّ فوقَ حُدُودِهِ

هناك خِدْرُ الشمسِ

حيثُ الهواجِرُ تَصْقُلُ وَهْجَ المكانِ

أنَا مَنْ أكونُ إذا وَأَدْتُ قصائدِي ؟ 

و كَتَمْتُ أنْفَاسَ المعاجِمِ كي لا تُغَنِّي:

الشّعرُ حمحمةُ الوطنْ

و أنا المُضَافُ

و بوارقُ النَّعْتِ البهِيِّ في الصَّدَى

إذا البلاغةُ حاصرتْ أعتابَ ذوْقِ العابرينَ 

على تخومِ القصيدةِ

حُضْنُ القصيدةِ دافِئٌ

ناْوي إليه 

نَرْكُلُ الليلَ هناك

و نَقُدُّ من وَبَرِ الحكايةِ منفَذًا

لا تنثني فيه العزيمةُ

يا ذِئْبَ يوسُفَ

يا قميصَهُ

يا دُمُوعَ أبيهِ

انثُرْ رؤاكَ على السُّفُوحِ 

يسْتَرْجِعِ الطيرُ ذاكرةَ الإيابِ 

من الغيابِ المُوغِلِ في التّيهِ

ظِلُّ القصيدةِ وارفٌ 

و أنا المُتَيَّمُ بالهديلِ و بالصّهيلِ 

خُذْ من حنينِ الطيرِ تذكرةَ العبورِ

من ذاتِك الكلْمَى إلى حيثُ أنتَ

ترسم ملمَحَ الوطنِ المُرفرِفِ ههنا

أنا مَنْ أكونُ إذا سَلَخْتُكَ يا أنَا؟

و خرجْتُ من طَوْعِ السِّياقِ

 و كتمتُ فيك الصّوتَ يا رَجْعَ الصدى 

و هَتَفْتُ : كُنْ يا أنتَ أنتَ 

و كَفَى .


   محمد الدقي  /   تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق