الأربعاء، 21 ديسمبر 2022

المبادلة حق مشروع للشاعر جوهر الرماح

 •• المبادلة ~ حق مشروع ••

بقلم الشاعر جوهر الرماح

سيبقى هدوئي هذا الذي يسكنني هو لغتي التي أعاتب بها كلّ من خيّب ظنّي ..

و رغم أنّك قد أحدثت شرخا عميقا بيني و بينه ..

و أقصد بذلك هدوئي ...

و تركتني مبعثرا ..

و لم تحاولي حتى لملمة بقاياي و شتاتي ...

و كنت تستمتعين بصوت أنيني ..

و أنت جالسة على أريكة قلبي الناعمة ..

تراقبين إنهياري ببطئ شديد ..

فقد كنت حيينها و بكل ما أوتيت من ضعف أحاول إظهار قوّتي ...

و لكن ..و بكلّ ما أووتيت من قوّة تماديت في ضعفي ..


لا شيء كان يكسرني من قبل سواك ..

و لا شيء يعصر سكوني غيرك ...

قد كنت لا أبدو على ما يرام من قبل ...

و لكني اليوم ثابت و مستجمع لكل قوتي و صلابتي ...

و  لدي إقتراح لك ...!!!

قد يعدل الكفّة بيننا ...!!!

فما رأيك لو تبادلنا الأدوار اليوم ...؟؟؟

أنا أغيب ..و أنت تنتظرين ....

أنا أرتشف قهوتي ببطئ شديد ..و أنت تحترقين ..


ما رأيك إن تبادلنا قلوبنا ...؟؟؟

أنا لا أبالي و أنت تتحسّرين ...


و ما رأيك إن تبادلنا كذلك همومنا .. ؟؟؟

أنا أفكّر في قضاء ليلتي خارجا ..و أنت تجهّزين عينيك للسّهر ...

و لتقلّبي فناجين الشّكّ باليقين ...


و لم لا تكوني أنت حقيبة حكاياتنا..و صندوق ذكرياتنا ...و أكون أنا السّفر ....؟؟؟

و لم لا تكوني أنت اللّقاء و البقاء ..و أكون أنا الهجر و الرّحيل ....؟؟؟


أنا راحل اليوم ......

نعم ...

سأرحل عن كلّ شيء ....

و إن أردت يوما إيجادي ......

فعليك أن تبحثي في إهمالك ....

في عنادك و إصرارك ....

إبحثي عنّي في أنانيّتك ..و في كلّ أعذارك ....


و رغم أنّي لازلت في ذاك المكان ..

و في نفس تلك اللحظة التي تركتني فيها ...

أشدو و أردّد على قلبك أغنية ( هذه بضاعتك و قد ردّت إليك اليوم ) ...

و على قدر ما كنت أفتقدك ..قد صرت أفتقد نفسي أكثر و أكثر ...و أكثر .....


أنا راحل ...

نعم ...

سأرحل ..دون أن أحمل على عاتقي أي غياب ...

سأبتهج ...

سأتمايل ...

سأفرح ....

و سأرقص أيضا ...

فأنا اليوم من نوعيّة أخرى جديدة لم تعهديها من قبل ....

و منذ اليوم ....

لا تأمني هدوئي و لا صبري ....

و لا يغرّنك إهتمامي و لا كذلك طيبتي ....

إبتساماتي و وجهي الطفوليّ كما كنت تقولين دوما ...


مخيف أنا إن كسرت ....و تألّمت ....

أشعل حرائقي في كلّ إنش من حقول حكاياتنا ...

و حتى ذكرياتنا....

و أضرب بطبعي ..و طيبتي و بكلّ مبادئي عرض الحائط ..


سأصبح أقدم عاشق متمرّد ....

و لأخوض في قلبي أعظم و أعتى الثّورات ...

و إن كنت قد رقصت ذات يوم كالشّيطان فوق رفاتي بعد أن أحرقتني ...

أو أنّك تظنّين بأنّك طمست هويّتي ....

 و محوت تاريخي و معتقداتي .....

فعلى العكس يا سيّدتي ....

فأنا هويّتك ...

أنا عقيدتك ...

و أنا كذلك كلّ تاريخك ....


عبثا تحاولين .....

فلن يطفأ من بعدك قندييل حياتي ....

و لن تهدم كعبة وجداني .....

و إن كنت أنت شيطانة متمرّدة ....

فتأكّدي أنّي كالقيامة عليك آت ....


لا و لن تقف بي الحياة على خيبتي هذه ....

فأنا عربيد و طائش و كيدي عظيم .....


أنا راحل اليوم ...

أنا ذاهب للنوم ....

سأنام لأحلم ....

سأنام لأنساك ....


و حين تضعين رأسك على وسادتك هذا المساء ...

أكملي صياغة و غزل حكايا رحيلك ...

و حين تصلين إلى نهايتها .....

سأعترضك في حلمك ....

و كذلك في يقضتك .....

و لنتبادل سلاما عابرا في لقاء عابر ....

أنت ترحّبين بي و تبتسمين ....

و أنا أحاول أن أتذكّرك و لا و لن أستطيع ....

و سأكمل طريقي ....


فما رأيك ..؟؟؟؟؟؟


     ☆☆..جوهر الرّمّاح ..☆☆

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق