الخميس، 26 يناير 2023

دمعة نزلت للشاعر محمد صالح رحيمي

 دَمْــعَـةٌ نَـزلَــــــتْ

                 (البحر الكامل)

شعر : محمد صالح رحيمي

إِنْ أُغْلِقَتْ أُذُنٌ ، وَ أُغْمِضَ نَاظِـــــرُ

     مَاذَا سَيَفْعَلُ بِالْقَصَائِدِ شَـــــاعِــــرُ؟

دَعْنِي فقَدْ فَهقَتْ جَوَانِـــحُ بِالْأَسَى

     وَ تَمَزَّقَتْ تَحْتَ الْبَـنَـانِ دَفَـــــاتِـــرُ

لَمْ يَسْتَصِغْ قَلْبِي تُنَمِّـــصُ حَاجِبًــا

     شَمْطَاءُ أَنْهَكَهَا الزَّمَانُ ،  وَ قَاصِــرُ

وَتَسِيــرُ مَا بَيْنَ الدُّرُوبِ بَنَاتُــنَــــا

     بِمَجَاسِدٍ مِنْهَا تَلُوحُ خَوَاصِــــــــــرُ

يَمْشِينَ مَشْيًا كَالتَّرَنُّـــحِ ، أوْ كَـمَـا

     فِي الرِّجْلِ مِن مَشْيٍ تَشَقَّقَ آخِـــرُ

وَ الشَّعْرُ يُسْدَلُ لِلْقَفَا وَ كَأَنَّـــــــــهُ

     - وَالرِّيحُ تَقْذِفُهُ - غُرَابٌ طَائِـــــرُ

نَادَى الْأَوَابِدَ حِينَ شَمَّ فَرِيــسَـــةً

     فَأَتَتْ إلَيْهِ مِنَ الْفَلَاةِ كَوَاسِــــــــرُ

وَتَشَابَهَ الْجِــنْـسَانِ حَتَّى لَمْ تَعُــدْ

     تَدْرِي أَلَيْلَى مَنْ هَنَا أَمْ عَامِـــــــرُ ؟

أُخْرَى تُجَادِلُنِي تَلُفُّ عِقَاصَـــــــهَا

     كَعَصَا ستَبْلَعُ مَا يُحَضِّـرُ سَاحِـــــرُ

قَالَتْ وَ جَرَّتْ لِلْأَمَامِ حَقِــيـــــبَــةً

     شَفَّافَةً مِنْهَا تَلُوحُ سَجَـــــائِـــــــرُ :

{ هَذَا التَّقَدُّمُ عِنْدَنَا وَ حَـضَـــــارَةٌ

     إِنَّا - لَعُمْرُكَ - كَالرِّجَالِ حَرَائِـــــرُ }

مِنْ يَوْمِها أرَأيْـتَنِي بمِــنَـــصَّــــــةٍ

     أَوْ منْــبَـرٍ بَيْنَ الصّفُوفِ أُحَاضِــرُ ؟

لَا،بَلْ صَعدْتُ إِلى الْغُصُونِ مُغَرِّدًا

     يَكْفِي تُصِيخُ إِِلَى الْغِنَاءِ صَـرَاصِـرُ

ذِي دَمْعَتِي إِنْ بِالْمِدَادِ رَسَـمْــتَـهَا

     يَا قَارِئَ الْأَشْعَارِ ، يُجْــبَـــرُ خَاطِرُ

إِنْ كُنْتَ لِلْمَاضِي الْجَمِيلِ مُعَـادِيًا

     فَلَقَدْ رَضَيْتَ بِمَا يُقَدِّمُ حَـــــاضِــرُ

مَنْ لَم يَنَمْ حَتَّى أَرَاحَ ضَمِيـــــرَهُ

     أَيَلُومُهُ مَنْ لَمْ يُرِحْهُ فَسَاهِــــــــرُ؟

عُذْرًا يَرَاعِـي لَسْتُ أَوّلَ فَــــارِسٍ

     دَخَلَ الْمَعَارِكَ وَالْجُيُوشُ تُحَاصِرُ

حُرٌّ تَصَرُّفُ مَنْ يُضِرُّ بِنَفْــسِــــــهِ

     وَإِذَا أَضَرَّ بِمَنْ سِوَاهُ ، فَجَائِــــــرُ

محمد صالح رحيمي (المغرب)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق