تأوهات شاعر
محمد حسام الدين دويدري
__________________
صاح بي مستغرباً صمتي فقال:
هل تراك اليوم تجثو في الظلال
لم نعد نلقاك فيما بيننا
قيل: هاجر أرضنا. قيل استقال
أو مضى في غابة الصمت وقد
أنهكته الحادثات كما الرجال
قد بحثنا عنك في ساحاتنا
حيث أهل الشعر و النثر الزلال
هل زوايا العجز أغرتك فلم
تمتطِ الأفراس كي تغشى النزال
واحة الآداب مازالت لنا
موطن الحب فيصفو ما يقال
حيث نَثرى في جمال الفكر كي
نترع الكأس بألوان الجمال
تُسكِر الأحزان كي تغدو بها
قفزة في بركة الشوق الحلال
علّها تنسي هموم الركض في
شارع تغزوه آلام ثقال
كلّ ما فيه سرابٌ قاحلٌ
يطحن العمر ولا يُغني السِلال
أنت تعطي الشعر حجماً ضامراً
حينما تقصيه عن حلو المقال
فالقريض العذب في لحن الهوى
شدو عصفور بغصن البرتقال
ينسج الأحلام بين العطر في
واحة الخضرة تنشيه الظلال
فاشحذ الحرف وكن في ربعنا
فارساً يصبو إلى حلو الوصال
لا تَقُل: إني أقدّ الشعر في
صرخة الآلام من صخر الجبال
عِش حياة الحب في لحن الصبا
وانسَ لون الشيب واستزكِ الخيال
واستعن للغوص في بحر الهوى
بخيال جاب آفاق المثال
* * *
حارت الأفكار في رأسي ولم
ألق غير الصمت يثري في اعتزال
وارتضيت الصبر في ظنٍ يُرى
ضعف من يُرجى على سوء اكتمال
قلت: هذا الشيب قد أزرى بنا
عن مراسي العشق في بحر الوصال
ومضت أفكارنا في قفزة
بين سعي يجعل العمر اختزال
لم يعد في الناس من يصغي لنا
أو يرى للشعر طعماً أو جلال
أصبح العصر يباباً قاحلاً
خارج التفكير في حلو الخصال
في مدى الأرقام يمضي مرغماً
ضارباً في اليوم مليون احتمال
حيث تمضي الريح بتنا نرتجي
قفزة التغيير كي نجني الغلال
نشتكي من لوثة الجهل ولم
نسع بالعلم إلى نور اغتسال
أرهق الأبناء منفاهم وما
أنقذوا الأهلين من سوء اعتلال
* * *
يا صديقي كل مافي الكون قال
أمة القرآن يغشاها الجدال
لم يعد في فسحة الحب لها
موطئ تحياه في خير امتثال
قد تناست بذرة التقوى فما
من خصال يرتجى فيها اكتمال
في مدى تقليد من قد أضمروا
شرهم في نشر أخلاق الضلال
ليس يأساً أن نقول الصدق في
صرخة التنبيه كي نقصي الوبال
ليتنا في صحوة الصبح نرى
عودة تحيي بنا حلو الخصال
...................
١٤ / ١ / ٢٠٢٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق