حمحمات على مشارف الطلول
محمد حسام الدين دويدري
____________
توقّفت خيولنا على مشارف الدروب
تشم عطر الياسمين في الثرى
وتسمع الأنين في قلوبنا
وحسرةً تذوب
فتطلق الصهيلَ
ثم ترعوي
لصبرها تؤوب
فقد تفرّق الفرسان عنها
يشربون ما تبقّى
من دنانٍ خضّبتها خمرة الكروب
2
توقفت خيولنا على مضارب الصدى
فحمحمت تثير فينا وثبة الهُدَى
تشمّ ريح ضحكة
وترقب الندى
وترقب الهتاف يعلو
حاملاً أحلام آتٍ مشرقٍ غدا
لكنها تسمّرت في حزنها
ترجّع الصدى
فقد تفرّق الفرسان في المَدى
فأتلفوا سهامهم
وأقبروا سيوفهم
وكَسَّروا المِدى
ليملؤوا الجيوب
ويرتدوا القشوب
3
توقفت خيولناعلى معاقل الصقيع
تريد سحق قَرّها
كي تبصر الربيع
عساها تستزيد الدفء في الضلوع
وتمسح الظلام والأنين في خشوع
وتشعل الشموع
لكنها تألمت لما بدا في بركة الدموع
وقد تفرق الفرسان عنها
حينما تطاولت مخالب الشوك
وباتت في محافل الجفا
أطفالهم تجوع
4
توقفت خيولنا على مشارف الطلول
تصيخ والأنين في ضلوعها يصارع المجهول
وقد رأت آثارنا تحاصر الفصول
فتمتمت وحمحمت تريد أن تصول
لكنها تراجعت
وأرخت السدول
لعلّها تعيش في المقيل
وميض سيفٍ يعتلي منابر الصليل
..........
16/1/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق