احتضار مباغث
بقلم الشاعر سامر برقيو
وصلة اختناق تخترق الصمت
يقصف سعال فظيع أركان الظلام
وهذا الليل البهيم يئن في سكون
يناصر الجسد المدد على الأرض
جامدا اختمر كلوح بالي مكسور
تصلبت أطرافه كقوالب الثلج
أنفاس باهتة تباغث الصدر المنخور
استسلم كسمكة علقت في شباك الغدر
يواجه بمفرده القدر المحتوم
شاخصا أبصاره نحو المجهول
جفنه المجعد يعاند اصدار
الدمعة الاخيرة نحو الخد المشقوق
والرموش الذابلة تريد إسدال الستار
تستغل الذبابة العابثة بطهر المكان
ارتخاء الشفاه المثقلة بانتفاخ مبهم
لتستلذ بدفء الريق المتدفق
من فوهة بركان النفس المستعدة للجليان
وتلك فراشة ضالة تدنو من غير استئذان
لعلها تستقبل الروح الهاربة من سجن
الجسد المستلقي لمعانقة الحرية
مشهد يثير العنكبوت المارق
يحاول التربص بها خلف
شباكه المطرزة بحرير الفناء
مشهد سوريالي يختزل واقعا مشهودا
الباب تدفعه رياح الخريف الذاعنة
تطلق صوتا عنيفا لا يثير الجسد المنهك
يمتزج الصوت بحشرجة الشبح
كإصدار أخير يغذي الاحتضار
نهاية أخرى بدون طقوس الختام
روح بيضاء تُخطف طوعا من حلكة الليل
تغرق الغرفة في سكون الموتى
الجسد من غير مأوى سيعانق الانحلال
في انتظار نداء تصدره رائحة المكان....
سامر برقيو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق