مازال الريح
يحمل صدى موالي
ومازال طيفا أمي وأبي
أمام عيني
و تأتي أمواج الحزن
تتسلل
تحمل قففا
من الماضي
كنت فيه حبيبي
جفت السواقي
و البلدة اضحت بئيسة
و اجتثوا اشجار الزيتون
ايقونة جرسيف
و غاب النغاف
ماتت ديدان الأرض
كل شيء اصبح شاحب اللون
لا دخان من المنازل
تمدنت بلدتي
و رائحة الخبز
تغيرت
برائحة الغاز
والنار اصبحت موضة قديمة
و الغلاي في الموقد
أنت من بين
هذا الغبن
إقتلعت جدورك
من فؤادي
يا من غيرت مجرى حياتي
مالي أراك
ميتا
غائبا
مهما كنت
مهما بلغت من المناصب
لن تغيب عنك لعنتي
كل مرة آتي هنا
و أسأل نفسي
كيف أستطعت
أن تخون عهدي
و كنت انا سيدة الموقف
يا حبيبا
صدقته
كما في الكتب
لا أسمع ثغاء الغنم
ولا خوار البقر
سوي صوت الريح
يمر على المقبرة بجواري
يعزف سمفونية
غريبة
فيها لحن يبكي
و تمتد صور الخيال
إلى ابعد مدى
عل الريح
تدعو الى عودتي
من بعيد
و ترسل لي اشارات
الوجود
هرمت أنا
يا أنت
هرمت و مازال صدى موالي
يحمل أشجاني
لا مكان لك اليوم
انت من بين اشباح
تخيفني في ليلي الطويل
هرمت أنا
و ما نسيت
لعبي
و ذاك الطفل هناك
يسابق الريح
و يمثل طفولتي البريئة
كان لي موعدا اليوم
مع قبر أمي
لم استطع زيارته
مازلت في الحداد
ستون عاما
حجبت عني
روعة الأصدقاء
أشمئز منهم
اغتصبت حبا في المهد
طفلا من الخدش
حمدا لله
كنت انعم بحب
كبير
لم تعرفه ولن تعشه
مهما طال بك العمر
هاهو الريح ينسيني
ابتسامتك
الخبيثة جدا
و أحس بأنين
أحبة
هم اليوم في الفراش
انت في مزابل الإحساس
بل أنت ضرب من الماضي
زوبعة ذهنية
تجعل مني أني
واعود إليا
و اضحك من اعماقي
مع هدايا العمر
لحمر كلثوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق