الثلاثاء، 28 فبراير 2023

ليقضي القدر فيما بيننا للشاعر عطاالله مضعان خلف

 {{ليقضي القدر فيما بيننا}}

ليقضي القدر فيما بيننا

.............لا سلطة تعلو القدر ولا قضاء

وأستغلت أيجاز القدر ظلمًا

............أعماها الهوى كرهًا كأننا أعداء

تحسبوني جاهل لا أقرأ روحها

..............وجهلت إنني قارىء الجوزاء

الجوزاء كنيتها فلست أذكرها

................فما عرج الخيل جو السماء

 وظنت أن الفرسان لها تركع

.................كما تركع البعير في البيداء

فأنظر لنجم الثريا كي تعرف 

.................أنها موطننا ولسنا بها نزلاء

 أعاقت بزوغ فجر معلقتي

....................لكننا لفقراء الهوى كرماء

الشمس من جبينها تشرق

...............مكحولة العينان غادة هيفاء

أعارت الحسن بعض محاسنها

..........واستثني قلبها فلا يلق بحسناء

 الأرواح من أقصى الأض تسمع

.................وما لبيت وما أجبت النداء

ركود الماء يفسده عذوبة

............وجري النهر أحلى عذوبة الماء

يتقلع الجذع بمهب الريح

.............إن تشققت تربة الأرض جفاء

ألست أنت ذو العقل الرشيد؟

............مقتضى الحكمة رشد الحكماء

أوهمني ستري صورتك يومًا

...............معكوسة بعيني صحوة بقاء

أوهمني كذبًا ترضاه نفسي

...............إن تقطعت السبل وعز اللقاء

ياليت أعيننا تعكس قربنا

...................ونتأمل وجوهنا كم نشاء

أخبرني بإني حلم العمر

...................ونجمك المدلل كل مساء

أخبرني أن العيون صادقة

.....................لا تخن وأنها نبع الوفاء

بدد ظني فطالما أيقنت

...............أكذوبة الأرض صدق النساء

أيا فرحة عمري وسنيني

.....................قطعة مني ولكننا غرباء

يا قاتلي بصدري أغمد سيفك

................ضاع القلب فأفعل ما تشاء

فيا خيالًا تقهقر منه واقعي

....................المهند كالقلم قاطر دماء

فيا طبيبًا لا يرجى منه شفاء

..................كم مرة خاب فيك الرجاء

هسسه صوتك ملئت مسامعي

.............وكأن الارض بلا صوتك خواء

 أُكذب نفسي بصدق سجياك

...............ورغم وغى الحياة فإننا نبلاء

أكذب نفسي على أملًا

......................كيف يضيع العمر هباء؟

والروح حائرة بلا أنيس

..................تصطلي نارًا بنعيم الشقاء

والعسل مسال بوجه الشمع

...............والقلب ناحب بسرادق عزاء

منيت بخيبات الأماني كلها

................تهتز الجبال بتردد الأصداء

أقبل الليل والطيور نواحي

............ومن النجم ترتد أهاتي أرتداء

سألت النجم أن يسامرني

................كل نجمان لا يبغيان دخلاء

النجوم تتوشوش في سمرًا

................كم هي قاسية ليالي الشتاء

ويهفهف عش الطيور غصناً

...............والطيور مغردة قيثارة غناء

وأوراق الشجر تنصت مبتسمه

................وتحمر خجلًا كوردة حمراء

وأنا أطالع نجوم الليل

.............تتلقفني أعاصير شوق هوجاء

ودقات القلب تتنافر بكرم

...................لتعلن إننا بالهوى أسخياء

تتناحر بكياني أشياء لست أعلمها

........وجمرات الشوق تصول بالأحشاء

تنفرط من عين القلب دمعة

...............بمجري الدمعة يجري البكاء

أنا الكاتب والمكتوب مني

.................أنا القصيد بصمت الشعراء

أنا التاريخ سوف يكتبني

...................وصحفه تنعي قصة رثاء

خاطف القلوب لا يشبه يوسف

..............وما كان قارون بفحش الثراء

فمثل التاريخ سألت نفسي

...................وعجبًا لدعاء أمي العلياء

خيال الحياة كابوس مؤلم

..................والليالي كلها باتت سوداء

وناقوس المشيب داقق طبولة

.............تزحف جيوشه زحف الرقطاء

سألته التمهل العمر سرق

..................معين الحياة بطاعة عمياء

سكينة النوم تجافي مضجعي

...........كأن ما ينقصني مع النوم عداء

أغمض جفون العين قفلًا

.............وجفن القلب لا يعرف اهتداء

تتدثر بجوف الحس رغبة

....................كأنها سكيناّ تجزه أجزاء

وتغزو حاضري منك نسمة

..................فلا هي أتت ولا هي سراء

عناقيد النجوم تزن السماء

...............تبقى الثريا أسطورة العنقاء

قالت قد نال الدهر بعدما

.................سير الحياة برغبة الأهواء

أذق بحرفك عطرًا يدوخني

.............عذوبةً أخصك بها رب السماء

الكل عزيزي للهوى عاشق

.............أتظن وحدك بالبشرية جمعاء

قلت بجوف الصدر بئرًا

................فما نضب وما له فرغ وعاء

تتلاحق شهقات النفس جمرًا

............كنجم يحتضر خافت الأضواء

أتمتم مع الروح سرًا

..............تبكي ضاحكة حياءً وكبرياء

ألملم الأشواق من مجلسي

.............كمبقور الحشى يلملم الأشلاء

ياغربة الروح بعذاب التية

.............تهيم سابحة ككوكب بالفضاء

حاضري مفقود وقبله نفسي

............ وبسمتي تخفي للحزن إمضاء

أعاتب نفسي كلما كتبت

................فمتي مثل هذا كتب عقلاء؟

صامت والصمت لغة الكبرياء

............حتي إنني تلحفت الصبر رداء

وأشبعت النار دفاتر أشعاري

............تلتهم حسي بتلذذ كأنها حواء

وحفظت عهدك حين جبرتني

........فمثلي للعهد يصن صون الشرفاء

وقفت بلا خوف تلوذ عني

.............تجبر خاطري وتغدق في ثناء

شمس الأفق شاهقة الأرتفاعِ

........وكأنها صنم لا تعرف بالهوى عطاء

أجرفني كسيل بركان ثائر 

.................زلزل أطبق الأرض بالسماء

طفل أنا حائر الخطى كإنني

................طائر أضاع بوصلة الأجواء

نبؤة العرافة تكاد تصدق

.................ستمت ولست من الشهداء

عطاالله مضعان خلف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق