الخميس، 23 فبراير 2023

معضلة الأوقات للأديبة سما سامي بغدادي

 معضلة الاوقات 

~~~~~~~ سردية شعرية 


الأوقاتُ مازالت تنتحبُ مثلما ينتحبُ وجدانٌ مكلومٌ ،

يهطلُ الوجع إجهاشةً تلوَ إجهاشة ، وتنهمرُ علينا الكآبةُ ككراتِ الصقيع وتتنزلُ الأحزانُ كوابلٍ من حجارةِ سجيل

لا حبَ يرتِّقُ ما تمزق باتت أغنيات العصافير عويلاً

في القلب ؛ يغرسُ  الحزن  قصيدةً لاتنتهي

بينما الروح تعقدُ خيطًا لا ينقطع بالله ،الكلمات تتعثر بكبوات الوجع و اعتذر  الربيع عن تقديم أهازيجهِ للشمس 

 وتاه  الأطفالُ تحتَ المطرِ يُفتِّشونَ عنِّه ، سطورُ هي الأوقات نكتبها فوق أوراق الأقدار ، و كلاهما مثل سِنِّ رمحٍ تنغرسُ فِي اللحمِ فينبجسُ الألمُ بلونِهِ القَانِي ، قطرة  قطرة، تتناثر الدقائق

كحباتِ عِقدِ حينما تنسى الأوطان أسماءها ،

وثمةُ ما يقبعُ فِي المسافةِ بينَ الذاكرة و الحنين ، ،يسترجع أطواق الشمس ، و هي تراقص  تلك المروج ،حيث أعشاشُ الحب على الأغصان وسكينة الدروب عند الفجر..وصوت المآذن البعيدة رحيق الياسمين عند الأبواب .. وركوة القهوة في أمسيات السمر و حلم  منسيّ عاد كمحبةٍ تفوحُ عطراً  ،  سحابة عابرة هي الأوقات و نهرٌ قصير هذهِ الحياة ،لذا اجعل سحابتك غيثاً يسقي يباب روحك دوّن بحروف الشمس ، فوق فضفضة أنهارك ، ودع نهرك يتناثر قطراتٍ في سماء روحك ، إرسم إهليجية الشمس أقواس قزح ، ورمم جراحك لتكون أنت السماء

و السحابة و الشمس ، و تدرك نهرك وهو يسري داخلك 

فغداً  يبني السلام أعشاش حُبْهِ فوق أغصان الذاكرة و  تنبت فوق ندبات الآلام  ،ابتسامات  رطبة تشجو

 ترانيم السماء ..

سما سامي بغدادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق