ثمّ أمّا بعد ؛
كنت لا أعلم حين كتبت روايتنا ، أنني أخط بداية النهاية. روايتنا أشبه بقصيدة فقدت عذرية المشاعر و تجردت من ثياب القوافي وصارت حروفها عرايا على درب الرحيل . فقدنا فيها أواصر العشق حين كنا نبني بيتنا من حجارة الوهم على أرض السراب . اليوم أودع حلمًا كان يشتعل بين مرايا الجفون ، وصار رمادا عند ميلاد الصباح . أطفأته الشمس بسهمِ طيّفٍ عابرٍ على وسائد الخيال . كنت لا أعلم أنا العمر لحظة ، و أن الحروف لا تخون ، والآن نتسلق على أسوار النسيان ، نتفادى عثرات الحنين و أسلاك الاشتياق . كنت لا أعلم أني سأترك عنوان روايتنا فارغا و لكنها الأيام هي التي ستعلنه وقتما تشاء. كنت لا أعلم أن أشرعة قلبينا سوف تسبح فوق أمواج السّهد ثم تغدر بها الأمواج و يبتلعها الذكريات .
ندبات الرحيل
محمد درويش
التاريخ ٠١/ ٠٢ / ٢٠٢٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق