الأربعاء، 1 فبراير 2023

تقويم للدكتور حسام الدين دويدري

 تقويم

محمد حسام الدين دويدري


ــــــــــــــــــــــ


سرى طيفُها في مُقلة

ِ الصبحِ فانتشى=و أحنَتْ على فيها السخيِّ المنابعُ

طواها رحيلٌ في الأماني فأثمرتْ=مسيراً تُوارى في مَداهُ القواقعُ

إذا ما نَمَتْ فينا رؤوس جذورها=شُغِفنا بها؛ فاستقبلتنا المدامع

و إنْ حانَ وقتُ البَينِ بيني و بينها=تمنّيتُ لو دامَتْ، و تلكَ مَطامِعُ

**=**


يقولونَ لي:" إنَّ الحياة مراتعٌ=و للكَسبِ فيها فلتُثارُ المَدافِعُ"

فما بالهم لا يسأمون تعادياً=و للحُبِّ عهدٌ أن تطيبَ المسامع

يضيعونَ أيّامَ الحياةِ تباغضاً=و في الحُبِّ فيها للمُحِبِّ المنافعُ

**=**

إذا أنتَ عِشتَ العمرَ قلباً و قالباً=أُنيرَتْ مع الحُبِّ النقيِّ المَهاجع

ترى في نميرِ العيشِ إن كنتَ عاشِقاً=ربيعاً تُضاهى في مداه المَرابعُ

إذا كُنتَ محزونَ الفؤادِ ترى بهِ=حناناً فتنسى الحزنَ إنْ أنتَ صانعُ

**=**

خُلِقنا بها جِنسانِ نحيا لنبتغي=بفضلٍ من اللهِ فخيره واسعُ

يَدٌ في يَدٍ و العُمرُ نبعٌ من العطا=و بين الهوى و الحِقدِ في البَونِ شاسعُ

على مَشرقيه النور يجتاح بالندى=دروباً و قلبي في سنا الحُبِّ قانعُ

نميرٌ إذا فاض الرحيقَ ترى لهُ=على البيدِ سُلطاناً، و للمُرِّ رادعُ

**=**

و إنْ صاحَبَ الآمالَ وشيٌ لحاقدٍ=فلا ضيرَ أن يُحمى على الغيظ خادعُ

فأشفق عليهِ حينَ يحسو سمومه=لعلَّ الهدى للقلبِ منه مُوادعُ

و تابع حياة المُسعَدينَ فإنّها=ستَمضي ليُجنى ما اجتبته الدوافعُ

و لا تَقْفُ أوزارَ الحَقودِ و لا تَكُنْ=حَسوداً تَلَظَّتْ في يَديهِ المَواجعُ

على صَرحِ نور الحَقِّ للحُبِّ مَجلِسٌ=و بالصبرِ تُبنى الأُمنياتُ اللوامعُ

لِتَصفَحْ و تَنْسَ في السفيهِ حماقةً=فيا ليتهُ عن ما يُعانيهِ راجعُ

**=**

ألا إنّما الدنيا زوالٌ بناؤها=فلا حُلوها باقٍ و لا المُرُّ لاذِعُ

زَمُولٌ إذا راقتْ إليكَ مُتُونُها=و إنْ أَثقَرَتْ شُدَّت إليكَ النوازعُ

فلا تَرمِها خَسفاً و لا تَبكِها إذا=تداعَتْ فما فَنُّ النداماتِ بارعُ

...............................

15/5/1981

من مجموعة/ أرخبيل المواجع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق