تقويم
محمد حسام الدين دويدري
ــــــــــــــــــــــ
سرى طيفُها في مُقلة
ِ الصبحِ فانتشى=و أحنَتْ على فيها السخيِّ المنابعُ
طواها رحيلٌ في الأماني فأثمرتْ=مسيراً تُوارى في مَداهُ القواقعُ
إذا ما نَمَتْ فينا رؤوس جذورها=شُغِفنا بها؛ فاستقبلتنا المدامع
و إنْ حانَ وقتُ البَينِ بيني و بينها=تمنّيتُ لو دامَتْ، و تلكَ مَطامِعُ
**=**
يقولونَ لي:" إنَّ الحياة مراتعٌ=و للكَسبِ فيها فلتُثارُ المَدافِعُ"
فما بالهم لا يسأمون تعادياً=و للحُبِّ عهدٌ أن تطيبَ المسامع
يضيعونَ أيّامَ الحياةِ تباغضاً=و في الحُبِّ فيها للمُحِبِّ المنافعُ
**=**
إذا أنتَ عِشتَ العمرَ قلباً و قالباً=أُنيرَتْ مع الحُبِّ النقيِّ المَهاجع
ترى في نميرِ العيشِ إن كنتَ عاشِقاً=ربيعاً تُضاهى في مداه المَرابعُ
إذا كُنتَ محزونَ الفؤادِ ترى بهِ=حناناً فتنسى الحزنَ إنْ أنتَ صانعُ
**=**
خُلِقنا بها جِنسانِ نحيا لنبتغي=بفضلٍ من اللهِ فخيره واسعُ
يَدٌ في يَدٍ و العُمرُ نبعٌ من العطا=و بين الهوى و الحِقدِ في البَونِ شاسعُ
على مَشرقيه النور يجتاح بالندى=دروباً و قلبي في سنا الحُبِّ قانعُ
نميرٌ إذا فاض الرحيقَ ترى لهُ=على البيدِ سُلطاناً، و للمُرِّ رادعُ
**=**
و إنْ صاحَبَ الآمالَ وشيٌ لحاقدٍ=فلا ضيرَ أن يُحمى على الغيظ خادعُ
فأشفق عليهِ حينَ يحسو سمومه=لعلَّ الهدى للقلبِ منه مُوادعُ
و تابع حياة المُسعَدينَ فإنّها=ستَمضي ليُجنى ما اجتبته الدوافعُ
و لا تَقْفُ أوزارَ الحَقودِ و لا تَكُنْ=حَسوداً تَلَظَّتْ في يَديهِ المَواجعُ
على صَرحِ نور الحَقِّ للحُبِّ مَجلِسٌ=و بالصبرِ تُبنى الأُمنياتُ اللوامعُ
لِتَصفَحْ و تَنْسَ في السفيهِ حماقةً=فيا ليتهُ عن ما يُعانيهِ راجعُ
**=**
ألا إنّما الدنيا زوالٌ بناؤها=فلا حُلوها باقٍ و لا المُرُّ لاذِعُ
زَمُولٌ إذا راقتْ إليكَ مُتُونُها=و إنْ أَثقَرَتْ شُدَّت إليكَ النوازعُ
فلا تَرمِها خَسفاً و لا تَبكِها إذا=تداعَتْ فما فَنُّ النداماتِ بارعُ
...............................
15/5/1981
من مجموعة/ أرخبيل المواجع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق