سألت الزرقاء
سألت الزرقاءَ لِمَ هجرتني
وتركت جيبي يشكو الخرابا
لِمَ لاتأنسي وتهنئي قربي
أم ترينني وحشا،له أنيابا
أجابتني،وكيف لاأهجرك
أَتَدَّعي،أنك تجهل الأسبابا
سواك يُجِلُّني،بين إخوتي يَرُصُّني
ثم ينسانا،لانخاف منه اقترابا
حتى وإن اشتاق لنا فزارنا
فقط لِيَعُدَّنا،ويجمع الحسابا
أمَّا أنت،فلااستقرار بجنبك نأمله
دون غيرة،تَدَعُنا في يد غيرك،أغرابا
أَبَداً وماشعرنا يوما،بِوُدِّك لنا
فأنت لم تَعْهَدْ بِمثلنا،أصحابا
كَفَاكِ ثرثرة أيتها الزرقاء إنني
لاأطيق اللوم،أكره العتابا
تَوَدِّين أن أكرمكِ،في حوزتي أبقيك
فهل تضمنين لي،أن لاأَسْكُنَ الترابا
كم عظموك،وفي البنوك أسكنوك
هل منعت عنهم الموت،وَأَمِنُوا العقابا
حتى إنك تصيرين،نقمة على ذويهم
تفرقين الأبناء،و تفتنين الأحبابا
أم تُراكِ،إن غزا الشيب رأسي
وتَجَعَّدَ جلدي،تعيدين الشبابا
كم من عليلِ النفس في الحياة يشقى
مَا دَاوَيْتِ شقاءه،بل زدتيه اكتئابا
وكم من عَقِيمٍ بين الورى،يشكو ضُرَّهُ
وقد ملأ منك قِراباً،يَتْلُوهُ قِرابا
هل استطعت أنت وشقيقاتك
أن تهبيه علاجا،فاستطاع الإنجابا
كم من قوم،كانوا أُسْداً بِتَعَفُّفِهِمْ
لما سقطوا في غرامك،أضْحَوا كلابا
وكم من تَقِيَّةٍ وَرِعَةٍ،لله تَحَجَّبَتْ
أَغْرَتْها زُرْقَتك،فنزعت الحجابا
أما أنا فلم أكره ودًّا لك تقوى،ولا زهدا
لكنني أعلم أنك لست إلا سرابا.
#حسن بوحيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق