#قضية_حياة 🌄
ما اكتملت الحياة دون امرأة مصداقا لقوله تعالى " ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تتذكرون" هي حكمته لتستمر الحياة، فكل شيء وجد في الطبيعة بما تحويه من نبات أو حيوان له زوج، فكيف بالانسان الذي رفع الله من قدره وكرمه بالعقل وأورثه أرضا إلى أن يحين وقت التسليم؟ وما أثقلها من مسؤولية ألقيت على عاتقه! حملها ذاك المخلوق الضعيف.
نعم الذي هو الإنسان سواء كان رجلا أو امراة، فحين خلق الله عز وجل آدم خلق بعده حواء لتكون سكنا له والمقصود بذلك ملاذا له، فالسكن من السكينة أي الهدوء وطلب الراحة والمودة التي كلنا نصبو إليها حتى نتشلح عنا من شوائب الحياة.
ولن يتأتى ذلك ما لم يقدر كل من الطرفين تلك الأمانة التي حُمّل إياها ليعرف ما له وما عليه، فالجهل بتلك الأمانة طامة كبرى وخاصة حين يجهل الرجل واجباته التي يجب عليه القيام بها، وأيضا المرأة حين تتملص مما يتوجب عليها، فمما لا شك فيه أن كل واحد لا تسيره سوى طبيعته التي وجد نفسه عليها، فهي من تتحكم فيه لأن ذلك نابع من فطرته التي جُبل عليها وإلا قد يحدث اختلال، فمن غير المعقول أن نُحَمّل مثلا الرجل تربية رضيع حديث الولادة لأن ذلك مخالف لطبيعته، حتما سيجد الأمر صعبا ولن يتحمله، لأنه ببساطة ليست لديه طاقة التحمل التي وٌهبت للمرأة ولا عاطفة كعاطفتها.
وأيضا هي لن تنجح في أعمال شاقة يكون الرجل قادر عليها لطبيعته الفيزيولوجية وقوته التي تفوق قوتها أكيد، فكم أشفق عليها! حين أراها ترمي بنفسها في أعمال تجهد كاهلها لتجلب قوت أطفالها، فما كان ذاك عملها التي أُوكل لها، وهذا لا يعني أنه ليس لها حق العمل بل يظل ذلك وفق اختيارها والعمل المناسب لها دون إرغام أو استغلال، فهي خُلقت لتكون ملكة في بيتها ذاك هو عملها الطبيعي الأول الذي عليها أن تحافظ عليه حتى تصل بأسرتها إلى بر الأمان.
لذا فمن المحال أن تستمر الانسانية دون تواجد المرأة التي هي عماد الحياة، باعتبارها مؤسسة الأسرة فمن دونها لن يشعر الرجل برجولته ولن ينجح في عمله ما لم تدعمه بتفكيرها وذكائها وعلمها، فكيف لنا أن ننسى قول الحبيب المصطفى عليه السلام وهو يقول؟ " خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء"
فالرجل منحه الله القوامة ليحمي المرأة ويحسسها بالأمان وليس ليتسلط عليها، وبالمقابل هي ما قذف في قلبها من عاطفة متأججة إلا لحبه وحب أطفالها.
فتلكم هي الأمانة التي أوكلها سبحانه وتعالى إلى الإنسان، نعم الأمانة التي على كل من المرأة والرجل الوعي بها وتقديرها، ولن يكون ذلك إلا بالتعلم والقراءة حتى يُعمل بها، لأن العمل حصاد ما تعلمناه من معارف وثقافات وأديان تُركت لنا حتى نربي أجيالا صالحة.
سميا دكالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق