الاثنين، 27 مارس 2023

ق. ق صخرة سيزيف للأديب الحمصي المتارك

 صخرة سيزيف ،،


قصة قصيرة ،، الحمصي المتارك  ،،،


        هجرت السحابات الماطرة ، حقول  القرية النائية عن اهتمامات المجلس القروي . المبعد هو الآخر عن جدول أجندة ربابنة المحافظة .

              خمس بقرات عجاف . هن حوصلة حلم . لكل منهن حول جف ضرعه. مستبطنا إياه الطوى ، من لهاث الأيام الضائعة ، بين ثنايا منجل صدئت أسنانه اللاقطة لسيقان حبات قمح ناحلة ، تشكو الفراغ و حلاوة الجيرة المرطبة للفْح ذي قر .

           داخل  مخزن رطب الفضاء .  استجار العنكبوت بالخفاش بني اللون . ناسجا خيوط الفراغ المخيم على المكان . غير عابئ بما قد يموره ماء السراب من تضليل للبقرات العطشى .

غاب الزرع 

جف الضرع 

حل المنع 

و استقر الجزع ،،،

      عُطلتِ الطواحين . و بات الدون كيشوتي يشكو بطالة سيفه الخشبي المسلط على رقبة الجوع المادي و الفكري ، لأناس استنخوا دهرا . دب غول الرحيل  بين  أوصال القلوب الخفيفة . لتستوطن الهجرة عقول الطامحين  و الطامعين في سوق عرق التعساء ، المندسين تحت موائد الفتات الهارب من بطون بطنة هذا العصر .

         حتى دجاجات الخالة فاطــنة شاخت و لم تعد حاضنة لبيضها الذهبي ، كما كان الأمر من قبل . لقد بات لون بيضها رماديا شاحبا كوجه القمر في سهره المنفرد الأبدي .

و لأن الله موجود . و لا يريد إطالة عقاب عباده المخلصين ، بجريرة عباده غير المخلصين . اسود وجه النهار . أسدلت الغيمات الستار على وجه الشمس المحرقة . أرسلت شآبيبها ، لتبدأ حبيبات الماء البيضاء الزلال ، تتراقص على زقزقة عصافير أغصان شجيرات . باعت ردائها إلى تاجر السراب ، الذي لا يروي عطشا ، بقدر ما يبيع وهما و عسقولا .

ابتلت العروق 

نضج الزرع

سال الضرع

و استقر المنع .

ليعيد الدون كيشوتي استقواءه على طواحين القمح بسيفه الخشبي ، و مطيته العرجاء ، و تابعه الأخرق . 

     كثر الهرج و المرج ، بعد امتلاء المخازن التي هجرها العنكبوت و صاحبه الخفاش بني اللون . دب الخلاف بين الأهل . سجرت سيوف معاوية . امتلأت قاعات الفصل بين المتخاصمين ، المتناحرين ، المتقاتلين ، الذين حملوا زاد المحصول كله ، رغم المسافات العجاف المسربلة بقحط العرفان ، ليصبوه ماء على رمل ، و شقاء على هدر .

        بعد عراك مرير فارغ فراغ جهل القوم . عادوا ليحملوا صخرة سيزيف المسلطة على كينونتهم .  و كأن السماء لم تكن حاضرة هذا المساء !!!!!!!!! 

     دخلت الطواحين في عطالة . و معها الدون كيشوتي ، و مطيته العرجاء ، و تابعه المنحوس .


فغاب ،،،،،،،،،

و جف ،،،،،،،،

و حل ،،،،،،،،،

و استقر ،،،،،،، !!!!!!!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق