أمَّاهُ يا وطني ..!!
أمَّاهُ !
يا وطني و يا برْدي و جمريْ!
إنِّيْ أحبُّكِ
لو سُملتُ و غابَ في عينيكِ بدريْ
فتلبَّسي قلبي و ضيعي
حيثُ كنَّا وكانَ دهريْ!
أمّاهُ يا وطناً يسكِّنُ خافقي
والكونُ يجريْ
ساعتي كالعمرِ
ألبسُها وأمضي و هيَ واقفةٌ بصدريْ
فاسأليني !!
ساعتي .. ما الوقت فيها؟
لستُ أدريْ لستُ أدريْ
غصَّةٌ في حلقِ عمريْ
و دمعةٌ بوريدِ فكريْ
آفةٌ ..
جربٌ أحكُّ الجسمَ فيه حيثُ يجريْ
عاثَ بي الدهرُ فساداً
و انحنى رمحي و ظهريْ
عدتُ ..
أمَّاهُ انظريني!!
دبَّ رأسي بالمشيبِ وجفَّ نهريْ
عدتُ ..
أمَّاهُ اغفري لي
أدمعي .. بؤسي و كفريْ
عدتُ ..
أمَّاهُ اصلبيني
حلمةً في صدرِ خَمريْ
حانةُ الوطنِ استكانتْ
واسبكرَّ السُّكرَ قهريْ
و مدينتي تلكَ الجميلةُ
إنَّها قُهرَتْ بملهًى
كي تعيشَ بهزِّ خصرِ
أين الكريمُ ؟ .. مدينتي!
ذُلَّ الكريمُ و دِيْسَ طُهريْ
أيُّ قبرٍ قدْ رأيتِ
بكلِّ دربٍ .. فهوَ قبريْ
كلُّ دمعٍ قد ترينَ
فإنَّهُ دمعي و حبريْ
أيُّ موتٍ قد أعيشُ !؟؟
و أيُّ سمٍّ فيَّ يَسريْ !؟؟
أيُّ ثعبانٍ يطوِّقُني برجلي
أو يديْ من خلفِ ظهريْ!؟؟
أشتري بعضَ الكرامةِ
من ترابي و ذبحِ شعريْ
أشتري - أمَّاهُ.! - لحدي
كلَّ أضحى
كلَّ فِطرِ
ليسَ لي قصرٌ أعيشُ
كرامتي ذهبي و قصريْ
فاسعفيني.! أنتِ أمِّي
وإنَّني بيديكِ أمريْ
واعطفيني أنتِ موطني
لستُ أرخصُ .. قد فديتُكِ كلَّ عمري
بل سرقتِ كلَّ عمري
:
سليمان محمود عباس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق