الأحد، 19 مارس 2023

أحن إلى صباي للدكتور سمير موقدة

 أحنُّ إلى صبايَ  وحضنِ أمّي 

               لأيّامِ الطفولةِ والشبابِ


لأيّامٍ خَلَتْ مِن كلِّ همٍّ 

        وفيها طابَ أصنافُ الشرابِ


وما فيها شوائبُ قد علاها

           ولا جرحٌ ولا طعمُ العذابِ


وذي الأيّامُ فيها كلُّ حزنٍ 

        وفي الآفاقِ أسرابُ الضبابِ


وسهمٌ قد تكسّرَ في ضلوعي 

     ووخزُ السّهمِ مِن طولِ الغيابِ


ينابيعُ الحنانِ بُعيدُ جفّتْ 

         وما باقٍ سوى وهمِ السرابِ


أحنُّ إلى الصِّبا لمّا زماني 

            رماني بالسِّهامِ وبالنشابِ


أحنُّ وما الحنينُ يُعيدُ شيئاً

       سوى ماءِ الدّموعِ معَ السَّحابِ 


أيا دنيايَ إنَّ الدّهرَ مُرٌّ 

        نقيعُ السُّمِّ يغلي في الشرابِ 


فأيّامُ الصِّبا كانت ربيعاً

             وأيّامُ الكهولةِ مِن خرابِ 


وكانَ الدّهرُ في الماضي وديعاً 

        فكشَّرَ بعدُ عن ضرسٍ ونابِ


ولمّا عضّني في القلبِ عضّاً 

     تدحرجَ دمعُ عيني في انسيابِ 


وجدتُ الهمَّ يبحثُ عن ضعيفٍ 

         فيلقمُه الأسى  في كلِّ بابِ


كثيرٌ مِنْ رفاقِ الدّهرِ غابوا 

           توارَوا تحتَ حبّاتِ الترابِ


وعاتبتُ الزمانَ أريدُ حظّاً 

         فعاتبني وردَّ صدى العتابِ 


وقفتُ على ديارِ الدّهر أشكو 

      رجيعُ الحزنِ كان مَعَ الجوابِ  


كأنّي في حدائقَ يابساتٍ 

         وأشعلَ غادري عودَ الثقابِ 


لأيّام الصِّبا حنّتْ قلوبٌ 

            فأيّامُ الصِّبا لحنُ الربابِ


أحنُّ إلى صبايَ وحضنِ أمّي 

               لأيامِ الطفولةِ والشبابِ  

 

د.سمير موقدة 

٢٠-٣-٢٠٢٣

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق