رسالة من تحت الأنقاض
بعد غروب الشمس وبعد أن أسدل الليل ستاره ،جلس أحمد مع زوجته وأطفاله الأربعة بعد تجهيز بعض الحلويات الشامية ، إلتقط صورة جماعية وأرسلها لأخته ووالدته في دمشق لتكون أخر صورة للذكرى ...
بعد الإنتهاء توجه كل فرد لسريره ، ناموا يحلمون بالعودة لدمشق ورؤية الأهل ...
في الساعة الرابعة فجرا زلزل البحر فدمرت الأرض وسقطت الأبنية ، صدى الزلزال بلغ عنان السماء ، الحجارة خضبت بالدماء ،صرخات وزهول ، ضحايا بعشرات الألوف ،لتبدأ رحلة البحث عن الضحايا، وجدوا أحمد وزوجته وأولاده الأربعة تحت الأنقاض وقد فارقوا الحياة ،وكانت رسالته اشتقت لك يادمشق بلد الياسمين والطيببن ...الكرماء والبسطاء، اشتقت لبردى والغوطة الغناء ، لقاسيون الشامخ كشعبك ، اشتقت لك ياأمي لأركع تحت قدميك ،لأقبلهم واطلب رضاك ، قضاء الله هو الحكم لأموت في تركيا تحت الركام ...روحي تناديك ياشام ...اللقاء سيكون بالجنة ...
كم ضم الدمار قصصا ومآسي تبكي الحجر قبل البشر ، ننشد الحزن ونذرف الدموع فكيف السبيل للقاء؟ وقد انقطعت السبل ، أرواحنا رحلت مع الراحلين ، أطفال ماتوا وهم ينادون أماه ...أماه وأم حضنت أطفالها...شيوخ وشباب وشابات انتهت حياتهم تحت الركام ...
قال الله تعالى ( وما نرسل بالآيات إلا تخويفا) ...صدق الله العظيم ..
السؤال
هل الزلزال زلزل الضمير والعقل والأخلاق ؟
هل أعاد الإنسان؟
هيام الملوحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق