تجار الأمة فجّارها
محمد حسام الدين دويدري
____________
لم أزل بالأرض موصول الحنين==مستزيداً من رحيق العاشقين
ألثم الورد وأستجدي الندى==كي يزيد الصبح عطر الياسمين
لم يزل قلبي شغوفاً نابضاً==بانتشاءاتي وآهات الحنين
يشتهي نفح الأماني كلما==أوغل النبض بأعماق السنين
إنني صَبٌّ وقلبي مفعمٌ==بالهوى المجبول من ماء وطين
من تراب لم يزل يثري الورى==مورقاً بالينع من غيثٍ ثمين
قد حباه الله للوطن الذي==كم أضاء الروح بالنور المبين
رغم ما يبدي رجالات مضوا==في اجتياحات كفعل المارقين
ينهشون الخير كي يبقى لهم==خالصاً دون العباد الآخرين
إنهم مثل الجراد اجتاح ما==يشتهي من خضرة تغري العيون
مغمضين العقل عن أخلاق من==أخلصوا النجوى لرب العالمين
ورأوا في تربة الأرض التقى==مثل زرع طاهر زاهٍي المعين
كلما أخلصت في الحبّ ازدهى==مثمراً فينا عطاءً لا يلين
ها أنا أخطو على أبعاده==حالماً والرأس مرفوع الجبين
مقسماً أن يثمر الحبّ فلا==يعتريه الحقد ماطال الأنين
سوف أبقى صامداً في وجه من==يستبيح الطهر رغم الفاسدين
رغم من باعوا الضمائر واشتروا==ذلهم واستوطنوا القهر المهين
إنهم دود بأرض أثمرت==رغم أنف السارقين الساقطين
آه يا أرضاً غزت أسواقها==ثلة التجار في عصف الجنون
تزرع الفقر بأحياء غدت==تشتكي ظلماً سرى بين الجفون
سوف يمضي العصر فيما ينقضي==عمر من عاشوا خصوماً في مجون
إنهم ضلّوا طريق المصطفى==وبنوا بالمال في الأرض الحصون
ثمّ بادوا تحتويهم حفرة==من رماد مالهم فيها مُعين
............
29/4/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق