بلا ظل للدكتورة ندى مأمون إبراهيم

 [بلا ظل]

ل ندى مأمون .

--------------------------

وعشقها ...

وكان يعلم أنها امرأة بلا ظل...

أسطورية ...

تنام فلا يغمض لها جفن ...

ولها ترانيم سرمدية ...تبثها بصوت فخيم ...

فلا يسمعها سوى قلبه ...

ولا يفهم معناها سوى عقله ...

كان يتبعها مرارا وتكرارا ...

بين الكهوف ...وخلف المعابد ...وفي عيون المحبين ...

 يراها كعصفور ثائر يأبى أن تحبسه الأقفاص أو أن يمنعه ظالم عن التغريد ...

كان يسلك لها طُرقًا لم يسبقه إليها غيره ...

يتبعها ...حيث يصل إلى مسمعه نغم ترانيمها السرمدية ...

كانت منقوشة على سطح قلبه بلون ليلكي ...

وعلى عينيه كقطعة ياقوت ثمينة ...

وفي يوم مشمس ...قررت تلك الأسطورية أن تصمت، وأن تبتعد...  أرادت منه أن يكف عن ملاحقتها، ولكنه لم يفهم... وظل قلبه لما تفعله ينكر ...فظل يتبعها، ويتبعها ...وهي تتجه حيث الشمس، وحيث الضوء...

كان يصر على اللحاق بدربها ...وإن هربت منه ...

حاول أن يجد إليها طريقا وطريقا...  استرق السمع مرارا وتكرارا ...عله يظفر بترنيمة تدله على مكانها .... لكنه لم يسمع...

 وأبت الشمس أن ترسم لها ظلا ... أو تترك لها أثرا ...

فقد كانت امرأة بلا ظل ...

**************

الكاتبة: د.ندى مأمون إبراهيم.

  2017