ذهول
إنها قاعة المحاكمات في مدينتهم، إحتشدَ الجمعُ كما إعتادوا لرؤية ما سيحصل لغيرهم.
إثنانِ وقفا أمام قاضي المدينة بتهمتين مختلفتين .
نطقَ القاضي إسم المتهم الاول والقرار:
- الحكم ... أنتَ برئ.
صفقَ الجمهور المحتشد.
الأسم الثاني والقرار:
- الحكم ... السجن المؤبد .
صفقَ الجمهورُ مرةً إخرى.
القاضي :
-رفعتْ الجلسة .
صرخَ المتهم الثاني :
- تمهل أيها القاضي، أريدُ أن أعرف ما تهمتي؟؟!! أنا لم أرتكب في حياتي كلها جرماً قط.
-القاضي :
- ألا تعرفُ يابنيَّ مقترفتْ !!! أنتَ تفكر وتبوح بما تفكر، يعرفهُ القاصي والداني.
ذهلُ المتهم وبدتْ على وجههِ علاماتُ التعجبِ!!!
المتهم:
-أفكر !! أبوح بما أفكر!!! وأينَ الجرم في ذلك؟؟ لم أفهم، هل في بوحي خطيئة ؟؟؟!!!
القاضي:
- يبدو أنك أهوج ولا تعي خطورةَ هذا، بتفكيركَ وبوحكَ كسرتَ كل عاداتِ قومكَ البالية، تجاوزتَ حدود الجهلِ والتخلفِ.
إرتفعَ صوتُ القاضي الغَضِب وأشار بسبابتهِ نحو المتهم، كيفَ تجرأت وانتَ إبن أكثرِ الاقوامِ جهالةً!!!!
المتهم:
- لكن هذا المتهم الواقف قربي تجاوز على الذات الألهية، تجاوزَ كل حدود الله، وكان حكمكم عليه البرأة !!
القاضي:
- إنهُ بريء، الأمر ليس لنا، هو لله تعالى، ولربما يمن الله عليه بالهدايةِ يوماً، هو وخالقهُ ما شأننا نحن؟؟
المتهم:
-سيادة القاضي ...
القاضي:
-كفاكَ لغواً، حانَ وقتُ الصلاةِ، يجبُ أن أذهبَ لعبادة الله وطاعتهِ.
المتهم:
-لن أطيل، عنديّ طلبٌ أخير قبلَ أن أسجنَ، باللهِ أسمعهُ وأقلبه.
القاضي:
- تكلمْ باختصارٍ، إمامُ الجامع يناديني للصلاة .
المتهم:
-اريدُ أن أقف وسطَ المدينةِ أمام الجهلاء الذين ذكرتهم، لأبصق عليهم.
القاضي:
- تمَ القبول، الحكم تغير الى الموتِ شنقاً .
المتهم:
-تمهل بأي تهمةٍ أشنق؟؟
القاضي:
- التهمةخطرةَ، إنها ( التجاوزِ على الذواتِ الغبيةِ )
إبتسمَ المتهم وقالَ:
-إذهب لربكَ صل له وإستغفر، وأمر حرسكَ بأخذيّ بسرعة، لأنفذَ رغبتي وأعدم ْ..
اعتماد الفتلاوي/ العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق