الجمعة، 28 أبريل 2023

ق.ق هارب من الزمن للأديب لطفي الستي

 القصة القصيرة 

العنوان: هارب من الزمن 

              لطفي الستي/ تونس 

سئم البطالة و حز في نفسه مشهد أمه العليلة و أخته التي حرمها الزمن من أبيها عند و لادتها ...فلم تطأ قدماها مدرسة و لم تمسك يداها قلما و لا كتابا ...تصارع

فقرا و جهلا و يتما ...حاول أن يسعدها ولكن كل الأبواب مغلقة في وجهه ...فرص العمل ضئيلة و إن وجدت أحيانا فهي أقرب إلى الإستعباد البشري ...

فعن له أن يسرق ...نعم أن يسرق ما دام المجتمع لا يفهم ...لا يرحم ...والزمن سرق فرحته ...حقه في العمل ...كرامته ...

كان يختار ضحاياه من المسنين و تلاميذ المدارس و المعاهد أو بعض الريفيين الذين تسوقهم الأقدار إلى المدينة فيغنم حقائبهم و هواتفهم و أساورهم وعليهما أموالهم  ...

كان عليه إن يوفر الدواء و الغذاء ...عليه أن يسعى لشفاء أمه و سعادة أخته ...أن يعيش ...كما يعيش الآخرون ...أو حتى بعضهم ...

دأب مدة طويلة على هذا الحال وو جد فيه حلا ...بعضا من الحل إلى أن ساقته قدماه إلى أحد الأسواق الأسبوعية فقام بجولته المعتادة ...مشطه طولا و عرضا وحدد ضحيته ...فتاة ليست كبقية الفتيات ...تبدو عليها علامات السذاجة و البساطة ...لم يشأ أن يلمح وجهها فاقترب منها ...التصق ثم دس يده في جيبها لكنها أمسكت بيده بقوة ونظرت في عينيه :

- أخي ... ماذا تفعل....؟! 

أأنت سا.........؟؟؟

لم يستطع أن يجذب يده و لا إن يجيبها فانقلب مسرعا لا يلوي على شيء....

ومنذ ذلك الحين انقطعت أخباره ....

توفيت أمه فلمحه بعضهم على قبرها و أخبر أخته التي صارت كل يوم تترقبه في المقبرة لعله يظهر ...لعله يقابلها فتشتمه ...تشكره ...تعانقه...تعنفه...لعلهما يقرآن معا فاتحة الكتاب على أمهما ...

ولكن طال انتظارها ....

                     بقلمي: لطفي الستي/ تونس 

                    10/03/2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق