الأربعاء، 26 أبريل 2023

سرابيل حسن للشاعر أحمد رستم دخل الله

 《سرابيلُ حُسن》*قصيدة غزلية*


أَرْخِ العيونَ وقِفْ مِن نورِهِ سَكِنا

               حُسنٌ يُغيِّرُ فِكراً كان مُتَّزِنا


أشقى العقولَ وقد جفّت مَدارِكُها

          حتى تغلغَلَ بل أوصى بِها فِتَنا


يَسبي النّواظِرَ قَدٌّ صِيغَ مِن دُرَرٍ

          قد أُبْدِعَ الصَّنْعُ ما مِثْلٌ لهُ قُرِنا


ما أعذبَ الثّغرَ إنْ فُضّت نواطِقُهُ

      إنْ قالَ يُعجِبْ مَن أصغى لهُ أُذُنا


تأبى القلوبُ سِهاماً من مَحاجِرِهِ

      والرِّمشُ يودِعُ في أوصالِها وَهَنا


ألقى الجمالُ عليها في توافُدِهِ

             بعد التّخاطُرِ مِن ألونِهِ مؤَنا


حتى استحلَّ حشاشاً قُدَّ مِن دُبُرٍ

     واستعذبَ العينَ والإدراكَ والبَدَنا


خَمرٌ تعتَّقَ مِن أدماءِ مَدفِقِهِ

     بِالوَجنتينِ وكأسُ العِشقِ قد رُهِنا


لا تبذُلَنَّ جهوداً في تماثُلِهِ

            ما تَخطُبَنَّ يزيدُ الهمَّ والحَزَنا


كالزّيزفونِ إذا ما النَّسْمُ مايَلَهُ

    ضَوعُ العطورِ يثيرُ الصَّلْبَ والهَجِنا


يمشي الهوينى والأردافَ وافقَها

        خصرٌ يُعاكِسُ صدراً آمِناً حَصِنا


كالسَّلسَبيلِ إذا ما هلَّ مَطلَعُهُ

          أكرم مَغيثاً لا يُشقي بهِ المُزُنا


إنْ مرَّ يوماً بين النّاسِ ما غَفِلَت

         عَينُ عليهِ ولا أرخَت لهُ الجِفَنا


أوسِعْ لِظبيٍّ ما نالتهُ قَسورةٌ

          أوْ أمكَنَتهُ ضِباعٌ خارَتِ البُطُنا

   

ألهى النّفوسَ وما عذلٌ يؤرِّقُهُ

             بل يُعذَلَنَّ لُبابٌ فيهِ قد فُتِنا


ما كان سَهْلاً لِلغاوينَ إنْ طلبوا

             ما لمْ يَنَلْهُ غويٌّ بات مُمْتَهِنا


كالماءِ ينزِلُ قطراً في تَودُّدِهِ

     كالسّيلِ يَجرِفُ مَن يُعلي عليهِ أَنَا


مَن كان صَعبَ مَنالٍ في تَمَنُّعِهِ

           قد لا يكون لِمَن يهواهُ مُرتَهَنا


إنّ الصّدورَ إذا كابدتَها صُدِمَت

  ضاقَ الشّعورُ وبات الجوفُ مُحتَقِنا


لا يَشعُرَنّ قليلُ البذلِ في سَعَةٍ

         حتى يُجاوِزَ في إحسانِهِ المِنَنا


يا مَن أعدتَ صَواباً عن تهافُتِهِ

              لا تُتعِبَنَّ فؤاداً بات مُمتَحَنا


ما قلَّ شوقٌ في مَنْ صار مُقتَبِلاً

         إثرَ الحبيبِ وولّى حيثما سَكَنا


أحمد رستم دخل الله . A, R, D

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق