أروني كيف ينهض هؤلاء؟
حذارِ أنْ تفَكّرَ في السّفرْ***فأمرُ الــمَنْعِ في وطني صـــــدرْ
ستَقْعُدُ عاطلاً إنْ شِئْــتَ أمْ لا***لأنّ الرّزقَ في وطني قَــــــدرْ
تعلّــــــــمْ أنْ تكونَ منَ الرّعايا***تُفكِّرُ في الرّغيفِ وفي الـمطرْ
فأنتَ مُواطنٌ إنْ كــــنتَ راضٍ***بِعَيشِكَ في المزارعِ كالبــــقرْ
وأمّا إنْ أردتَ العَيْـــــــشَ حُرّا***فأنتَ مُشاغبٌ فقدَ البصــــــرْ
////
يُحاصِرُنا التّخلّفُ والكـــــسادُ***ويقمَعُنا التّحــــــــــجّرُ والعنادُ
أريدُ سَماعَ أهلي بانضِـــــباطٍ***ولكنّ الجُــــــــحودَ هوَ العـتادُ
تراهُمْ في النّقاشِ بلا بـــــيانٍ****ولا فِقْهٍ يُؤطّــــرُهُ الرّشـــــادُ
وفي مَجْرى الحوارِ ترى شِجارا***وقدْ فرَّ التّـــفاهمُ والسّـــدادُ
فَينقـــــلِبُ النّقاش إلى عِراكٍ***وهذا في الحياةِ هُو الفـــــسادُ
////
أروني كيْف هاجرنا القلـــمْ***فجَهــــــــلُ النّاسِ يقْطُرُ بالألمْ؟
تعلّمَ جُـــــلّنا منْ دون فهمٍ***فصِرْنا في المدارسِ كالغنــــــــمْ
وصارَ الويْلُ مُشـــــتملاً علينا***كأنّ الجـهْلَ منْ وطنــي انتقمْ
تعطّلَ فِقْهُـــــنا في كلّ علْمٍ***ولمْ ينفــعْ ضـــــــــمائرَنا النّـدمْ
وهذا حالُنا منـــــــذُ انهزمْنا***ومنْ فقـــدَ الهُدى أضْـــــحى قزمْ
////
أروني كيف ينهَضُ هؤلاءِ***وهمْ قَبِلوا التّـــفوّقَ في الغَباءِ
رأيتُ. من الغرائبِ ما دهاني***وأذهلني التّحرّشُ بالنّــــــــساءِ
وهذا أخبث الأفعال رِجْساً*** واكثرُها انْغِماساً في البـــــــــلاءِ
أساءَ لنا وجرّعنا المآسي***وأقنَعنا بمــــــــــــــــــــــرتبةِ الوراءِ
وأبشع ما احتملنا في الرّزايا***مُقايضةُ التّعـــــــــــــقّلِ بالهُراءِ
////
بكيتُ دماً على موْتِ الرّفيقِ***كأنّي في الأسى مثلَ الغــــريقِ
أصابتـــــنا من الأعــــــداء نار***فأحرقت الزّقير مع الشّـــهيقِ
تجرّعنا العذابَ بغـــــــبر حقٍّ***وصار صُراخُنا مثلَ النّــــــهيقِ
وجثّة من بجنب الدّار مــــلقى***بلا رأس بقارعــــة الـــطّريق
فما ولدٌ يعودُ إلى أبــــــيه***وقد هرب الصّديقُ من الصّــديقِ
////
تعبت من الكتابة في الظّلام***وضقت من السّـــماع إلى اللّئام
يئنّ الـصّدر من وجع اللّيالي***بأحرف محنة سكــنت عظامي
وفي نـــــفسي أراجع كلّ يوم***قبيل توجّـــهي صوب المــنام
فما في العيش أقبح من نظام***بسوط القمع يضرب في الزّحام
وحظّي كان سلسلة وقيدا***وحبسا في السّــواد من الظّـــلام
////
تركـــنا في الوراء الأوّلينا***قطيــــــــــــعا من ضباع الجاهلينا
نكيد لبعـــضنا ليلا نهارا***وفي الظّـــــــــلماء نرتكب المــشينا
ونشـــــهد بيننا كذبا وزورا***ونحن من العباد المسلــــــــــمينا
أليس القهر للإنسان شرّا؟***وكيـــــف نراه طبـــــعا ساد فينا؟
ألا يا أمّة الإسلام قومـــــي***فنوم النّاس أفـــــــــقدنا اليقينا
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق