السبت، 29 أبريل 2023

أروني كيف ينهض هؤلاء ؟ للشاعر محمد الدبلي الفاطمي

 أروني كيف ينهض هؤلاء؟


حذارِ أنْ تفَكّرَ في السّفرْ***فأمرُ الــمَنْعِ في وطني صـــــدرْ

ستَقْعُدُ عاطلاً إنْ شِئْــتَ أمْ لا***لأنّ الرّزقَ في وطني قَــــــدرْ

تعلّــــــــمْ أنْ تكونَ منَ الرّعايا***تُفكِّرُ في الرّغيفِ وفي الـمطرْ

فأنتَ مُواطنٌ إنْ كــــنتَ راضٍ***بِعَيشِكَ في المزارعِ كالبــــقرْ

وأمّا إنْ أردتَ العَيْـــــــشَ حُرّا***فأنتَ مُشاغبٌ فقدَ البصــــــرْ

////

يُحاصِرُنا التّخلّفُ والكـــــسادُ***ويقمَعُنا التّحــــــــــجّرُ والعنادُ

أريدُ سَماعَ أهلي بانضِـــــباطٍ***ولكنّ الجُــــــــحودَ هوَ العـتادُ

تراهُمْ في النّقاشِ بلا بـــــيانٍ****ولا فِقْهٍ يُؤطّــــرُهُ الرّشـــــادُ

وفي مَجْرى الحوارِ ترى شِجارا***وقدْ فرَّ التّـــفاهمُ والسّـــدادُ

فَينقـــــلِبُ النّقاش إلى عِراكٍ***وهذا في الحياةِ هُو الفـــــسادُ

////

أروني كيْف هاجرنا القلـــمْ***فجَهــــــــلُ النّاسِ يقْطُرُ بالألمْ؟

تعلّمَ جُـــــلّنا منْ دون فهمٍ***فصِرْنا في المدارسِ كالغنــــــــمْ

وصارَ الويْلُ مُشـــــتملاً علينا***كأنّ الجـهْلَ منْ وطنــي انتقمْ

تعطّلَ فِقْهُـــــنا في كلّ علْمٍ***ولمْ ينفــعْ ضـــــــــمائرَنا النّـدمْ

وهذا حالُنا منـــــــذُ انهزمْنا***ومنْ فقـــدَ الهُدى أضْـــــحى قزمْ

////

أروني كيف ينهَضُ هؤلاءِ***وهمْ قَبِلوا التّـــفوّقَ في الغَباءِ

رأيتُ. من الغرائبِ ما دهاني***وأذهلني التّحرّشُ بالنّــــــــساءِ

وهذا أخبث الأفعال رِجْساً*** واكثرُها انْغِماساً في البـــــــــلاءِ

أساءَ لنا وجرّعنا المآسي***وأقنَعنا بمــــــــــــــــــــــرتبةِ الوراءِ

وأبشع ما احتملنا في الرّزايا***مُقايضةُ التّعـــــــــــــقّلِ بالهُراءِ

////

بكيتُ دماً على موْتِ الرّفيقِ***كأنّي في الأسى مثلَ الغــــريقِ

أصابتـــــنا من الأعــــــداء نار***فأحرقت الزّقير مع الشّـــهيقِ

تجرّعنا العذابَ بغـــــــبر حقٍّ***وصار صُراخُنا مثلَ النّــــــهيقِ

وجثّة من بجنب الدّار مــــلقى***بلا رأس بقارعــــة الـــطّريق

فما ولدٌ يعودُ إلى أبــــــيه***وقد هرب الصّديقُ من الصّــديقِ

////

تعبت من الكتابة في الظّلام***وضقت من السّـــماع إلى اللّئام

يئنّ الـصّدر من وجع اللّيالي***بأحرف محنة سكــنت عظامي

وفي نـــــفسي أراجع كلّ يوم***قبيل توجّـــهي صوب المــنام

فما في العيش أقبح من نظام***بسوط القمع يضرب في الزّحام

وحظّي كان سلسلة وقيدا***وحبسا في السّــواد من الظّـــلام

////

تركـــنا في الوراء الأوّلينا***قطيــــــــــــعا من ضباع الجاهلينا

نكيد لبعـــضنا ليلا نهارا***وفي الظّـــــــــلماء نرتكب المــشينا

ونشـــــهد بيننا كذبا وزورا***ونحن من العباد المسلــــــــــمينا

أليس القهر للإنسان شرّا؟***وكيـــــف نراه طبـــــعا ساد فينا؟

ألا يا أمّة الإسلام قومـــــي***فنوم النّاس أفـــــــــقدنا اليقينا

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق