الأربعاء، 26 أبريل 2023

ق.ق امتحان صعب للكاتبة سميا دكااي

 #قصة_قصيرة 📚


#امتحان_صعب


زوابع رملية عصفت بأرجاء المكان حجبت  عن أحمد الرؤيا ، بينما  كان يحمل باقة ورد بيده بكل حرص محاولا صد العاصفة وكله خوف أن تقذف بباقته في قلب البيداء ، لتصبح طعاما سائغا للرمال بعد أن تحرقه أشعة الشمس وتذبل أوراقها .


مشى بخطى متثاقلة وهو يخشى أن تكون البداية غير موفقة فتتوقف بسببها أحلامه التي طالما رسمها في مخيلته، وكبرت معه إلى أن حان وقتها ليختطفها فتصبح حقيقة. وصل أحمد إلى البيت المقصود ذاك المكان الذي طالما شاهد فيه فاتنته خلسة وهي تطل من الشرفة، مد يده بارتعاش ثم ضغط على جرس الباب ليسمع صوت رجل من الداخل وهو يسأل من الطارق ؟

انتابته رعشة صحبتها حرارة لينعقد لسانه عن الكلام ، إحساس غريب امتكله وكأنه سيجتاز أصعب امتحان وهو من واجه معارك في الحدود وحمل بندقيته للدفاع عن الوطن وحمايته من الأعداء. كيف له الآن أن يقف عاجزا أمام فتاة ملكت قلبه حتى سلبته قوته ؟ هي الآن كل الوطن بالنسبة له سيعمل المستحيل للحصول عليها لن يتركها تفلت منه.


فتح له الباب ليجد أمامه رجلا خمسيني العمر ملامحه حادة أمره بالدخول وعلامة الاستغراب بادية على وجهه، أما أحمد فقد شلت فرائصه من التوتر والخوف، إلا أنه أمام لهفته الجامحة  تمكن أن يخطوا نحو الداخل، وفي كل خطوة كانت دقات قلبه تسابق الثواني كلما اقترب موعد الامتحان  حتى ما عاد للوقت وزن .


لقد تشجع أخيرا عليه أن يحل عقدة لسانه ليتكلم بتلقائية وبثقة لما جاء من أجله، أجلسه الأب في الصالة ورحب به بابتسامة رسمها على وجهه ليخفف عنه من صعوبة الامتحان، استطاع حينها أحمد أن يحكم القبضة على زمام  الأمر فعرض رغبته بعد أن عرف بنفسه لتخرج الكلمات من فمه مبعثرة. فهمها الأب بعد تركيز مطلقا ضحكات متتالية سمعها كل من في البيت، كاد أن يتوقف قلب أحمد لولا أن الرجل مد يده مصافحا إياه وقد قبل به وهنأه.


تمكن أخيرا أحمد أن يراها خلسة داخل المطبخ وهي تعد الشاي مع أمها بصمت أخرس وحياء، أسند جسده على الأريكة وقد تنفس الصعداء  وبيده مسح العرق المتصبب من جبينه وكأنه كان يخوض أكبر المعارك ، لقد فاز في معركته هذه .


هي الآن وطنه الذي سيدافع عنه فيه سيلود إليه من كل المخاوف التي ستواجهه باعتبارها مأمنه وسكينته كما سيستأنس فيه من وحشة الغربة، لتغدو له كسفينة أمن هو مرفأ أمان لها.


     سميا دكالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق