هَجْرُ الْأَحِبَّةِ
الْبُعْدُ لَيْلَ وَالْوَصَالَ نَهَارً
هَلْ تَسْتَوِي الظَّلْمَاتُ وَالْأَنْوَارِ
هَجْرُ الْأَحِبَّةِ قَاتِلِ فَإِذَا دَجَا
وَجْهُ الْحَبِيبِ فَإِنَّمَا هُوَ نَارٌ
تَتَحَوَّلُ الدَّنِيَّا ظَلَامًا خَانْقَا
لايرتجى مِنْ بَعْدَهَا الْأَسْفَارِ
وَأَعِيشُ فِي دُنْيَا الْعَذَابِ كَزَوْرَقٍ
قُذِفَتْ بِهِ الْأَمْوَاجِ وَالْتِيَارِ
لاساحلا أَرْجُو وَلَا بِحَرَا أَرَى
فِيهِ السُّكُونُ وَلَا أَنَا الْبَحَّارِ
فَإِلَى مَتَى يَبْقَى فُؤَادِي حَائِرًا
مِثْلُ الشِّرَاعِ يَسُوقُهُ الْأَعْصَارِ
قَدْ أَيْقَنَتْ نَفْسِيٍّ بِأَنْ وَصَالِهَا
حَلْوَى الْحَيَاةِ وَهَجَرَهَا الْأَمْرَارِ
فَإِذَا أَتَتْ وَالْوَجْهِ مِنْهَا مِشْرَقِ
تَحْيَا الْحَيَاةِ وَتَضْحَكُ الْأَحْجَارِ
هِيَ زَهْرَةُ نَبَتَتْ بِظَلَّ خَمِيلَةِ
يَهْوَى رؤاها الْقَلْبِ وَالْأَبْصَارِ
هِيَ نَغْمَةً خِلَابَةَ فَتَّانَةً
تَشْتَاقِهَا
الْأَلْحَانِ وَ الْأَوْتَارِ
وَالْبَحْرُ يَرْقُصُ بِاسْمَا فَكَانَهُ
قَدْ عَانَقَتُ أَمْوَاجِهِ الْأَقْمَارٍ
عَظُمَتْ مَعَ الْأَخْلَاقِ كَلَ صَفَاتِهَا
فَتَحَطّمَتْ فِي وَصْفِهَا الْأَشْعَارِ
وَلَرُبَّمَا صَارَ الزَّمَانِ مُغْنِيَا
وَالْأَرْضُ عَوْدِ وَالسَّمَا قِيثَارِ
هَلْ لِي أَفُوزَ بِقُرْبِهَا وَتَضَمُّنِيَّ
مِثْلُ الْفِرَاخِ تَضُمُّهَا الْأَطْيَارٌ
وَأَكُونُ بَيْنَ النَّاسِ مِثْلَ حَمَامَةٍ
فِي ظِلِّ جنحي يَحْتَمِي الْأَخْيَارِ
وَسَيُعْرَفُ الْأَصْحَابِ أَنَّ مَحَبَّتِي
دَرْبٍ لَهُمْ وَمَعَالِمً وَمَنَارِ
أَنَا قَدْ ظَلَمْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ لِخَالِقِي
وَهُوَ السَّمِيعُ الْقَادِرٌ الْجَبَّارِ
مِنْ قَالَ إِنِّي خَادِعُ فَمَخَادِعُ
مِنْ قَالَ إِنِّي غَادِرٍ غَدَّارَ
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمِ لَحَوْبَتِي
أَمَّا الْأُلَى ظَلَمُوا فَهُمْ أَحْرَارٌ
بِقَلَمِيِ مُفْلِحٍ شحادة شحادة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق