مسارات على رصيف الحياة
محمد حسام الدين دويدري
___________
فتحت على حياض الحبّ بابي
ولم أحفل بمن أغضى جوابي
وسرت محاولاً أن لا أعاني
عداءً قد يطيح بكلّ ما بي
فعشت ملاطفاً كلّ البرايا
أداني في افتراق واصطحاب
فأدفع بالتي تحيي سروراً
وتجعل صاحبي خير الصحاب
فقلبي من رحيق الصبر يُروَى
وفي نَهج الجمال أرى انتسابي
وأخلاقي أحاول أن تداني
خطا المختار في درب الصواب
لأرفع مهجتي حرّاً كريماً
صفيّ النفس محميّ الجناب
هوالإسلام يجعلني عزيزاً
طهور القلب معسول الخضاب
سليماً من صدى حقد وجهل
يزيغ السير في الأرض اليباب
ويغمسه بطيش لا يراعي
سلاماً لا يدوم بلا احتراب
ليجعل من ينوء به سقيماً
محاطاً بالنبال وبالحراب
كأنّ به من الغاب صفاتٍ
يجاري وصفها صنف الذئاب
سأبقى مشرعاً للصدق عقلي
وأهدي للثرى الحاني لُبابي
فمنه نشأت متّبعاً سبيلاً
على هدي الحبيب المستطاب
فأحظى بالشفاعة حيث أنجو
بيوم الحشر إذ ألقى كتابي
وأكسب صحبة المختار أُسقى
من الحوض فأسعد في الشراب
* * *
سأحلم بالضياء وبالتسامي
وأترك للرحيم مدى ثوابي
فأعمل صالحاً وأزيد جهداً
يحقق قادماً سهل الركاب
وإن أمسيت في الأعتاب كهلاً
وأمست قوتي مثل السراب
عساه يكون عيشاً مستساغاً
يبدّد ما استطال من اغتراب
يعيش به الأنام بنور عدل
يزيل مفاوز الأرض الخراب
ليجعلها حقولاً ليس فيها
من الأشواك ما يحيي مصابي
ففي نهج التسامح سوف تغدو
ربوعاً ثرّة خضر الروابي
تحقق واقعاً يغنيه جهد
من الإخلاص في حلو انسكاب
وقد أغناه نور الحب حتى
أضاء الأرض من نور الكتاب
فدين الله للإنسان فيض
من الرحمات في وعد السحاب
يطيب به التراحم حيث ترقى
قلوب العابدين عن التغابي
وعن شحناء من عاشوا صَغاراً
بنار خلافهم سوء المآب
فرزق الله مقسوم بعدل
يغيث العبد من حرّ اكتساب
فلا العدوان يجعله مباحاً
ولا سلب الحقوق ومن يحابي
فكلٌّ سوف يُسأل عنه حتى
يذوق الويل في يوم الحساب
فلا غفران في حقّ سباه
ولا إثراء في سوء ارتكاب
* * *
إلهي كن لباصرتي نصيراً
وعبر السير ألهمني صوابي
فقد ضاع الشباب وبتّ أمضي
بقايا العمر في أرض العتاب
وصار القبر منفتحاً... قريباً
بداني أعظمي رغم التصابي
وقد ألفيت من كانوا عتاة
مضوا مابين أجفان التراب
فمنهم من رأيت على صلاح
ومنهم من إلى درب الإياب
ومنهم من رأى في العيش بحراً
وراح يتوه في فيض العباب
وصيد المال مسعاه ليبقى
أسيراً للذنوب وللعقاب
ومنهم من مضى يمشي هزيلاً
طَويّ البطن مرقوع الثياب
فألهمني طريق الحق واختم
حياتي بالصلاح وبالمتاب
............
2/5/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق