الأربعاء، 10 مايو 2023

إلى الله نشكو للشاعر سعدي الشنون

 في البحر الطويل


 الى الله نشكو


يُجاذِبُني زهوٌ وشيىٌ من الكِبْرِ

وعارٌ على أمثالِنا خَلَّةُ الكِبْرِ

حرِيٌّ بنا لمّا أبتَغينا تكَبُّراً

لِنُنقِذ جيلاً عيِلَ أو ضاعَ من فقْرِ

فنسمو كما تسمو الجبالَ بصمتها

ونعلو علُوًّ الطيرِ شامِخةُ القَدْرِ

ونمضي كما تمضي الرجالُ عزيزةٌ

نصارِعُ طُغيانَ الطُغاةِ على أمْرِ

وإن كانت الايامُ صعباً منالها

سنَمْخَرُ كالبَحّارِ في لُجَجِ البحرِ

ولا بأس أن تجري الدماء فإنّها

قرابينُ أحرارٍ على مذبحِ الشَرِّ

فما قد يضيرُ المرءِ يحيا بهيبةٍ

يعيشُ بها حُراً الى غايةِ الدهْرِ

وهل يمكثُ الأحرارُ يوماً بذِلّةٍ

فعيشُ الفتى بالذُلِّ بعضٌ من القهْرِ

وهيهات أن تبقى الشعوبُ مضامةً

فلابُدّ أن تأتي بإشراقةِ الفجْرِ

ودعها وإن فاضت بهوْلٍ دماؤنا

فإن لم تُرَق للموتِ ذوْداً متى تجري

قَضَيْنا نعيشُ العمْرَ نَزْفٌ جراحُنا

فلا نبتغي من مٍثْلهِ ساءَ من عُمْرِ

وكم كَشَّرَت هذي الحياةُ بلؤمها

بما قد بدا منها ضروبٌ من الشَرِّ

أجاءت لنا أعتى اللصوصِ لحكمنا

وقالت إذن هَيّا الى آخِرِ البِشْرِ

وقد أردفَت ذا عَدْلُ ما شئتم كما

هوالحقُّ ما تَسْعوْنَ فيهِ الى الخيْرِ

ونحنُ قَبِلْنا مُرغَمين لأننا

بمركبِ جَهلٍ قد ركِبْنا ولا ندري

وخَشْخاشَ مانلقى مُباحٌ لقتلنا

سيبقى كنارٍ في الهشيمِ إذا يسري

وما قد نزا الحكّامُ فينا سفاهةً

ولكنّهُ جهلٌ يقودُ الى القعْرِ

الى الله نشكو من أرادَ لحَرْقِنا

ليَصلى بنارٍ او شواظٍ من الجمرِ

زرعتم صنوفاً للجحيم بأرضنا

ومنهاجكم في قتلنا ذائِعُ الذِكْرِ


سعدي الشنون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق