أرى في الغشّ شرّا قَمطريرا
يُحاصرُنا التّخلّفُ والخــمولُ***ومِنْ نكَــساتِنا بَكَتِ العُــــقولُ
زرَعْنا الغشَّ في الأرْحامِ حتّى***تجمّـــدتِ القرائـحُ والمــيولُ
وبالَ الجهلُ فوق العلمِ جهراً***فجفّتْ من مَنابعِــــها الحُـقولُ
ألم ترَ كيْف أصْبحنا يتامى***يُقالُ لنا الكـــــــلامُ ولا نقـــــولُ
ونصبرُ كالحمـــيرِ لكلّ قَمْعٍ***ولا ندري متى الـبلْــوى تـــزولُ
////
مؤسّسةُ التّمَدْرُسِ في بلادي**رماها الغشُّ في حُضْنِ الكسادِ
ومنْ غَشّ العبادَ فليسَ منّا***لأنّه قد أصرّ على الفـــــــــسادِ
ألمْ ترَ أنّ غِشّ النّاسِ أضْحى***مُشاعاً بيْن مُخـــــتلَفِ العبادِ
وعشّش في المدارسِ دون خوْفٍ*فهاجَرتِ النّزاهةُ من بلادي
كأنّ الغشّ فِعْلٌ مُسْتــــــــحَبٌّ***وفنٌّ تسْتـــــعينُ به الأيادي
////
كفى بالغشِّ في التّعليمِ زورا***يُشوّهُ في الحياةِ لنا الأمُـــورا
فكَمْ نجَحَ الزّنيمُ بهِ احْتيالاً**بفِعْلِ الحيْفِ واخْتلسَ السُّـطورا
تَغلْغلَ في النّفوسِ فصارَ عُقْماً**وما تركَ الهراءُ سوى القُشورا
تأمّلْ سَعينا سَترى اخْتلالاً***أشاعَ بأمّـــــتي شَطــــطاً وَزورا
وليْسَ العيبُ في الأزْمانِ قَطْعاً**لأنّ النّاسَ قدْ سَكنوا القُبـورا
////
أرى في الغشّ شرّاً قمْـــطَريرا***وكارثةً سَتُدْخِلُنا السّــــعيرا
يُرَوَّجُ فــي المدارسِ كلّ يوْمٍ***لأنّهُ قدْ بدا عَـــملاً يَسيرا
وينصح أن يحــــاط بكلّ سرّ***كانّ الغشّ قد ضمن المصـيرا
وما المتعلّم المــــــــسكين إلاّ***صــــــغير قد أراد بأن يطيرا
ونحن نعلم الأطفـــــــال جهلا***ليصبح جلّــــهم بشرا حميرا
////
سقطنا في الفساد إلى الحضيض*فصار الحال كالرّجل المريض
وهـــبّ المارقون من الزّوايا***فأضربت النّساء على المحيض
وهاجرت الضمائر من بلادي**لتسلم في الوجود من النّقـيض
كأنّ النّاس قد سئموا احتلالا***أتى منذ الخروج من المـبيض
فكيف سنستعيد رضاء ربّي***ليمنحنا القليل من الوميـــض؟
////
أروني أمّــة رقدت قرونا***وفضّـــــــــلت المفاسد والمجونا؟
سماسرة المدارس في بلادي**أباحوا النّهب فاختـلسوا الزّبونا
وليس كمهنة التّدريس شغل***لأنّ مجالها يحــيي الفــــــنونا
تلقّن نشــــــــأنا أدبا وعلما***وتفتح بالمــــــــــطالعة العيــونا
وبالتّعليـــم نصلح كلّ عيــب***فننـــقد أمّة رقــدت قرونا
////
ألا يا أمّة الإسلام فيــــــقي***فإنّ الجــحش يعرف بالنّهـــيق
أصابك بالتّخــلّف سوء حال***فأضحى النّاس أشـبه بالرّقيق
وحرّف ساسة الأوطان دينا***أشاد به العـــدوّ مـــع الصّديق
فيا ليت الشّعوب تفيق يوما***لتبدأ ســيرها عبـــــر الطّريق
وإن نحن انهزمنا في التّصدّي**سنضرب بالرّصاص وبالحريق
////
فقدنا الصّدق في التّدريس لمّا***تهاوى جدّنا كـــــــيفا وكمّا
وشبّ الغشّ في التّحصيل حتّى***أتانا الجهل بالأهوال ظلما
وأدبرت النّزاهة حين أمسى***رئيس حكومتي رجــــلا أصَـمّا
ألم يدرك ذوو الألبـاب أنّا***عثرنا في النّهـــــى علما وفهــما
ومازلنا نعاني من فـــــساد***ومن غشّ يكاد يكون جــــرما
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق