عهد للشاعر أحمد طه

 عهد

عهد الطفلة البطلة التي وقفت بشموخ

كالمارد امام الجندي المصوب بندقيته

على صدرها لتصرخ وجهه دفاعا عن

القدس والحق الفلسطيني في دولته

اقول لها :

لا تذبلي

لا تذبلي يا وردةً

تنمو ببيداءِ العرب .

ظمأى لسُلطانٍ

بليلِ القُدس يَبدُو

باحتِدامٍ مُنتَصِبْ

لا تدمَعِي يا عين عَهدِ

استوقفي

دمعاً جرى

يُبَهرَجَ الخَدَّ ذهبْ

لا تحسدوها بالغِنَى يا سادتي

استنشقت زوبعةً

مَرَّت على القدس العتيقة

أدمعَتْ عَينَ الغضب

فهيَ الشَّذا

ذاك الذي مَرَّ هنا أحيا بنا

عاصفةً دوّت صَدى

قدسٍ بأيدينا استجارتْ بالجهات الأربعه.

والعُربُ في نشواتِهِم

سكرَى وراء الاقنعه.

عهدُ على عهدِ الأصالة باقية

والعُربُ والذلِّ إمَّعة

يا عهد انت الحَاضِرِ المخفيِّ

خلفَ الغيم لا يعني أحد

لَمَّا بَدَا وجهُ الحقيقةِ مُقفراً

غيثٌ على وجهِ المذلَّةِ قد هما

رعدٌ تفجّر واكتمى

عهدٌ أطلّت وَرمتْ

بالذلِّ في وجهِ الخَنَى

واستحكمت في مقلتيها نظرةً

تلوي ذراع الجُبن

حتى صارَ يجري خلفها

بالطين جري الضفدعة

طِفلةٌ شَوسَاء هاجتْ ناقِمة

دمعاتُها شوكٌ بعين المحكَمة

يا عهدُ أنت الوجد والمجدُ

وأنت الجزر والمدّ

وانت الحدّ بين الجُبنِ والجدّ

وانت الوجه يبقى مُقمراً

في ليل غد

📷

📷

47Em Saleh Taha, Raja Khateeb and 45 othersAll reactions:

9 comments

Share

On this day