السبت، 3 يونيو 2023

وعد زائف للشاعر الحسين صبري

 وعْد زائِف


رأيتُ عصفوراً

يقفز على قدمين

يلتهم بِسُرْعةٍ قُصْوى

صُّرْصُوراً 

رأيتُ أشياءً

لا أستطيع قولها

رأيتُ الأغرب 

على الإطلاق

رأيتُ كلبًا

يَلعق عظمة بشر

رأيتُ يداً وساق

وجُثَّة في أرضٌ يباب

ورأيتُ أيضاً قدماً

مبتورة في زُقاق

رأيتُ كرامةً تُداس

ورأيتُ أُناس

بِلا أخلاق

رأيت خطأ شائع

يَأْبَى العدول

يَمْشِي الهُويْنَا

فوق كُرّاس

رأيتُ الصدق

مُطأطَأ الرأس

رأيتُ البُهْتان

بِحاشية وحُرَّاس

رأيتُ عهداً ووعداً

زائف

رأيتُ لِقاء يَجلسَ 

وحيداً خائف

ورأيتُ الكثير 

الكثير

من الوداع والفِراق

رأيتُ وجوه شاحبة

صباح دون إشراق

رأيتُ حياة كئيبة

بِلا نَكْهة أو مذاق

رأيتُ رَأْيٌ غير صائب

ضمائر ميتة

و شُذَّاذ الآفاق

رأيتُ أشياءً وأشياء

رأيتُ طابوراً طويل

دموعاً في المآق

رأيتُ صمتًا باكيًا

وحَنْجَرة إلى السجن 

تُسَاق

رأيتُ أطفالاً 

يَحملون السلاح

أرواحاً تزهق

دماً يُرَاق

رأيتُ ما لا يخطر

على البال

رأيتُ ما لا يُطاق

رأيتُ الفضيلة 

بِجلباب

ورأيتُ الرذيلة

يُفتح لها باب

رأيتُ نفسي في 

المرآة

لقد كبرتُ جداً

سقطت الرُموشُ

والأهْدَاب

رأيتُ يتامى

ونساءً ثَكالى

وقلوب تحترق 

إحتراق

رأيتُ فجراً 

يَشرُق من بين 

الثنايا

رأيتُ عجوزاً

شُقَّ لها الثياب

رأيتُ بشر كالذئاب

وسمعت أيضاً

أن الكل صار

مُسيلمة الكذاب

رأيتُ ورأيت ورأيت

رأيتُ حلمًا

مصبوغًا بالنِّفاق

واخر ما رأيت

الحقيقة أخذت 

حقيبة يدها

وغادرت بِرفقة الغِياب

🖊الحسين صبري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق