صراع اليأس والأمل
يا يمنَّا السعيد اين السعادة
طحَنَتْ أعظمي سنون الرمادة
أجلبتَ الأسياد من كل قُطْرٍ
طمعاً منك أن تصون السيادة
قادك اليوم قادةٌ هم عبيدٌ
لهمُ سادةٌ غزاةٌ وَقَادَة
تعبدون العبيد منكم وهم مَنْ
يعبدون الغزاةَ فيكم عبادة
هتَكَتْ عرضنا الغزاةُ وكلٌّ
كان فرشاً من تحتهم ووسادة
كيف نحني رقابنا لغزاةٍ
وعلی بعضنا ندوس الهوادة
يا بلادي فيكِ الفوائدُ للخلق سوانا
فما وجدنا إفادة
مثل أثلٍ ظلالُها لسواها
وهي في الحرِّ لا يقيها اشتداده
أخبريني مُضَمِّدُ الجرح يأتي
حين يُدعیٰ بالسيف أم بالضمادة ؟
هل أغاثوكِ أم أتوكِ سِراعاً
طمعاً في جمالِكِ والقلادة؟
ما أتانا شفاؤُنا داخلَ البيت وقد زاد
داؤُنا في العيادة
أتركْنَا كُنُوزَنا للصوصٍ
ومضينا نعدوا وراء جرادة ؟
أي حظٍّ لنا نفرُّ من الحرِّ فنلقیٰ
جهنَّم الوقَّادة؟
قد فررنا من الشقاء إلی حالٍ أرانا
الشقاء ذاك سعادة
لا ثواباً علی الخضوع ولا صفحاً جميلاً
عمَّنْ لديهِ إرادة
كُن حماراً وكن شكوراً علی الموجود واحذر
تمنِّياً للزيادة
إن من يشتكي غبار حياةٍ
سيری نفسَهُ بشدقِ الإبادة
وطني كيف بات رحبك لحداً
وغدا الحزنُ في مآقيك عادة
ووزير الطعام في الشعبِ شِدقٌ
قد غدتْ أكباد المساكينَ زادَة
واُنيطتْ مهمَّةُ الأمنِ في الشعبِ
بأشباحٍ استبدَّتْ رُقَادَه
كيف يدنو الخلاص منَّا وإنَّا
بغباءٍ منَّا نزيدُ ابتعادَه
كيف نشكو من لفْحِ بُؤْسٍ وإنَّا
نحن لا غيرُنا نزيدُ اتقادَه
نحنُ من نصنعُ الطغاة ونحشوهم جفاءً
وغِلْظةً وصلادَة
نعبدُ المستبدَّ حتی يرانا
دون أن يعتريهِ شكٌ عِبَادَه
فإذا اشتدَّ غشْمُهُ فاشتكينا
قام يدعو لردْعِنا جلَّادَه
في حشا الأمنياتِ فجرٌ مجيدٌ
ليت شعري متی تكون الولادة
بين آمالي العِظامِ ويأسي
يحشُرُ الفكرُ ههنا أضْدَادَه
فأری الفجر زاهياً في سناهُ
وأری الليلَ قد أسالَ سوادَه
يكحلُ النُّورُ مقلةَ الفجر لكن
ظُلْمةُ الليل أزمعت إرماده
ونبياً هناك يسقي الرياحين و(جنكيز)
ملهباً أجنادَه
وحفيدَ الفاروق يسعد شعباً
وقوی الغزو تشتهي أكبادَه
وربيعاً من سُندسٍ . وشتاءً
عارياً جائعاً يلوكُ نَفَادَه
ونعياً ينعي إليَّ صباحي
وبشيراً يزفُّ لي ميلاده
وأری الغيث قد سقی الناسَ رِيَّاً
وأُواماً تلمَّظتْه المزادة
وأری الحزم قد تخلَّق رأساً
وأری الرأس يستحيلُ بيادة
وأری زهر روضةٍ ينثرُ العطر وشوكاً
لا نستطيعُ انتضادَه
وطموحاً قد أرضعتهُ الأماني
وشُدُوقَاً فرغیٰ تريدُ ازدراده
وكتاباً من المعارف منشوراً وطِرساً
محا الغباءُ مدادَه
تارةً في قرارة الدرك نهوي
تارةً نركب العلا والريادَة
وأری ما أری؟ أری كلَّ شيءٍ
وأری من نقيضهِ صيَّادَه
أين نرسو؟ أسائلُ الموجَ . يلوي
صافعاً للتساؤلات المُعَادَه
أين نرسو؟ أعيدها أين نرسو؟
قال نرسو بحيثُ ترسو الإرادة
هلال المرصبي مفرح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق