الجمعة، 14 يوليو 2023

ق.ق حلم في حكم الضياع للشاعر عبد الرحيم أفقير

 قصة قصيرة        

 *  حلم في حكم الضياع *


  هيفاء ، فتاة في مقتبل العمر ، فاتنة الجمال ، شقراء البشرة  وكأنه ضوء يلازمها  أينما حلت وارتحلت ،  لها عينين عسليتين تسحر بهما الناظرين ، لا زالت  تتابع دراستها ، فهي في آخر سنة من السلك  الثانوي  ( الباكالوريا )  ، ذكية جدا تحصل على نقط ممتازة ، تنتمي إلى أسرة محافظة متوسطة الحال ، تعمل كل ما وسعها لتهييء الجو الملائم لبنتها الوحيدة وتوفير كل ما تحتاجه لتتميم دراستها .                             

          وفي يوم ألأيام  ، ولدى عودتها من المؤسسة التعليمية في اتجاه منزل والديها ، شاهدت رجلا  وسيما على الجانب الآخر من الشارع ، يتعقب خطاها وينظر إليها بين الفينة والأخرى  ويبتسم لهاابتسامةخفيفة  ، وتكرر نفس المشهد عدة مرات ؛ إلى أن قام ذات مرة  بأيقافها بأدب  وطلب منها السماح له بمحادثته ،  وأفصح لها عن إسمه وهو مروان وانه يشتغل في القطاع الحر  ؛ يدير عدة  متاجر لبيع العطور  وأدوات التجميل ، تدر عليه أموالا لا بأس بها ، حيث أبدى لها  عن إعجابه بها ، وأن نيته طيبة ، فمكنها من  رقم هاتفه وطلب منها التواصل معه عبر   شبكة التواصل الإجتماعي ،  لقد اذهلت هيفاء  بدورها  بجمال مروان  وشكل لباسه وطريقة كلامه .   

وهكذا بدا التواصل بينهما ، ومع مرور الزمان ، بدأت هيفاء تتعلق بصديقها و اعتبرته فارس أحلامها الذي سينقدها وعائلتها من الوضع المزري الذي يعيشونه ، فقد عمد على دعوتها إلى الخروج معه ، فوافقت بعد أن أبدت في البداية عن  ترددها  ، الا أنه مع مرور الزمان وافقت على ذلك ، حيث كان  يجلس معها في مقاهي فاخرة  ، ويغدق عليها  بالهدايا كلما خرجت معه ، ومع المدة صار تفكيرها  مرتبط به أكثر من اللازم .                                                         


   فقد أبهرها  بوسامته وصفاته من طيبة وسخاء ، ومع توالي الأيام  صار   تفكيرها مرتبط به أكثر من اللازم وتفكر فيه ليل نهار  مما أثر على نشاطها الدراسي ، فبعد  أن         أمسك بها وأحكم  فبضته ،  بدأ في تنفيذ خطته الوضيعة على العصفورة  الوديعة التي علقت أحلامها عليه و لم  تبالي بفارق السن بينهما و تجاهلت منطق عقلها واستمعت فقط  لدقات قلبها  فزاد حبها وعشقها له مما سهل عليه خداعها حيث  دعاها  إلى بيت قصد التعرف على أمه لكنها لم تكن بتلك  الصفة و التي رحبت بقدومها وادعى لها انها فاقدة البصر  فاراد النيل من جسدها بعد أن أدخلها إلى بيت مجاور ، فأطلقت صياحها ودافعت بقوة عن شرفها وهربت بجلدها وادركت انه أراد  خداعها ورميها  بعد   الغدر بها وفي رمشة عين تكسرت أحلامها و صارت في حكم الضياع   مما زاد من  آلامها السابقة  ./ .                       


     عبدالرحيم افقير                     

       - المغرب - 🇲🇦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق