قصة قصيرة
* حلم في حكم الضياع *
هيفاء ، فتاة في مقتبل العمر ، فاتنة الجمال ، شقراء البشرة وكأنه ضوء يلازمها أينما حلت وارتحلت ، لها عينين عسليتين تسحر بهما الناظرين ، لا زالت تتابع دراستها ، فهي في آخر سنة من السلك الثانوي ( الباكالوريا ) ، ذكية جدا تحصل على نقط ممتازة ، تنتمي إلى أسرة محافظة متوسطة الحال ، تعمل كل ما وسعها لتهييء الجو الملائم لبنتها الوحيدة وتوفير كل ما تحتاجه لتتميم دراستها .
وفي يوم ألأيام ، ولدى عودتها من المؤسسة التعليمية في اتجاه منزل والديها ، شاهدت رجلا وسيما على الجانب الآخر من الشارع ، يتعقب خطاها وينظر إليها بين الفينة والأخرى ويبتسم لهاابتسامةخفيفة ، وتكرر نفس المشهد عدة مرات ؛ إلى أن قام ذات مرة بأيقافها بأدب وطلب منها السماح له بمحادثته ، وأفصح لها عن إسمه وهو مروان وانه يشتغل في القطاع الحر ؛ يدير عدة متاجر لبيع العطور وأدوات التجميل ، تدر عليه أموالا لا بأس بها ، حيث أبدى لها عن إعجابه بها ، وأن نيته طيبة ، فمكنها من رقم هاتفه وطلب منها التواصل معه عبر شبكة التواصل الإجتماعي ، لقد اذهلت هيفاء بدورها بجمال مروان وشكل لباسه وطريقة كلامه .
وهكذا بدا التواصل بينهما ، ومع مرور الزمان ، بدأت هيفاء تتعلق بصديقها و اعتبرته فارس أحلامها الذي سينقدها وعائلتها من الوضع المزري الذي يعيشونه ، فقد عمد على دعوتها إلى الخروج معه ، فوافقت بعد أن أبدت في البداية عن ترددها ، الا أنه مع مرور الزمان وافقت على ذلك ، حيث كان يجلس معها في مقاهي فاخرة ، ويغدق عليها بالهدايا كلما خرجت معه ، ومع المدة صار تفكيرها مرتبط به أكثر من اللازم .
فقد أبهرها بوسامته وصفاته من طيبة وسخاء ، ومع توالي الأيام صار تفكيرها مرتبط به أكثر من اللازم وتفكر فيه ليل نهار مما أثر على نشاطها الدراسي ، فبعد أن أمسك بها وأحكم فبضته ، بدأ في تنفيذ خطته الوضيعة على العصفورة الوديعة التي علقت أحلامها عليه و لم تبالي بفارق السن بينهما و تجاهلت منطق عقلها واستمعت فقط لدقات قلبها فزاد حبها وعشقها له مما سهل عليه خداعها حيث دعاها إلى بيت قصد التعرف على أمه لكنها لم تكن بتلك الصفة و التي رحبت بقدومها وادعى لها انها فاقدة البصر فاراد النيل من جسدها بعد أن أدخلها إلى بيت مجاور ، فأطلقت صياحها ودافعت بقوة عن شرفها وهربت بجلدها وادركت انه أراد خداعها ورميها بعد الغدر بها وفي رمشة عين تكسرت أحلامها و صارت في حكم الضياع مما زاد من آلامها السابقة ./ .
عبدالرحيم افقير
- المغرب - 🇲🇦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق