سِنْدبادٌ الهوى
سِنْدبادٌ إنَّما لا أبحَثُ
عنْ كُنوزٍ نادِراتٍ أُورِثُ
إنَّ بحْثي عن غرامٍ صادِقٍ
وحبيبٍ في الهوى لا ينْكُثُ
سِندبادٌ رُغْمَ يأسي أُبْحِرُ
علَّ بحْثي ذاتَ يومٍ يُثْمِرُ
فأنا رغْمَ متاهاتٍ الردى
عنْ يَميني طائِرٌ لا يَنْفِرُ
سندِبادٌ مُبْحِرٌ عبر المدى
تائِهٌ إذْ لا سبيلٌ للْهُدى
كمْ نداءٍ في الليالي هزّني
وَغِناءٍ دونَ رجْعٍ للصَّدى
سِندِبادٌ فوقَ موجٍ هائِمُ
بِحبيبٍ دونَ نِدٍّ حالِمُ
ليتَ شِعْري هلْ فؤادي مُبْصِرُ
أمْ بِعشْقٍ مسْتحيلٍ واهِمُ
مِنْ محيطٍ لِمُحيطٍ هادِرِ
مِنْ خليجٍ لخليجٍ غادِرِ
لا أُبالٍ بِوُحوشٍ أو عِدا
بلْ بِعشقٍ خالِدٍ لا عابِرِ
يا إلهي يا رحيمًا بالوَرى
هلْ تُرى لي أيُّ حظٍّ بالهوى
أمْ نصيبي مثْلُ حظّي عاثِرُ
وحبيبي خيْطُ وَهْمٍ لا يُرى
طالَ بحْثي إنَّما لنْ أرجِعا
وَعَنِ الْبحْثِ الرَّدى لنْ يرْدَعا
ليَطُلْ بحْثي كما يحْلو لَهُ
غيرَ حدْسي في الهوى لنْ أتْبَعا
إنَّني أسْمَعُ صوْتًا داخِلي
كَهَديلٍ للْحمامِ الزاجِلِ
يسْتَحِثُّ القلْبَ إنّي ها هُنا
بانْتِظارٍ لِلِقاءٍ عاجِلِ
قادمٌ قالَ فؤادي المُغْرَمُ
فغرامي لفؤادي مُلْهِمُ
ظلَّ ذاكَ الصوْتُ يشدو عاليًا
وَبِأنْغامٍ عِذابٍ مُفْعَمُ
أخرسَ اللحنُ هديرًا جارِفا
وَهزيزًا صارِخًا بلْ عاصِفا
فَهفَتْ روحي لِلَحْنٍ ساحرٍ
وَلِمَنْ للَّحْنِ كانَ العازِفا
فمتى يا حبَّ عُمري نلْتَقي
لمْ يَعُدْ في البحثِ أمرٌ منْطِقي
بيْدَ أني لا أراني عائِدًا
أوْ رؤوفًا بِفُؤادي الْمُرْهَقِ
يا حبيبي أينَ مِنّي المَشْهَدُ
مشهَدٌ فيه البَرايا تشْهَّدُ
أنتَ حيٌ ذو وجودٍ تُرْزَقُ
وبلا شكٍّ سيأتي الموعِدُ
د. أسامه الاء مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق