سيدة القلوب...
فمنذ الطلة الاولى لها على مسرح الوجود استشعرت نجومية الفعل منها..
فقد بدأت الحياة فرخا خفيف الزغب لا لون له ولا فصيل ولكم استنكرت
سخريات الهوام من اشباه البشر ممن يقيمون الاشياء بميزان البصر لا البصيرة..ومنذ ذلك الحين نجدها قد الت على نفسها الا ان تغدو رمانة الميزان وواسطة العقد..ولكم كانت الحظوظ حليفاتها على طول الخط.فهاهو حظ العقل معها يفيض فيروي بور الفكر حولها.وها هو حظ الجمال فيها يفور فيطغى سحر حسنها.وها هو حظ الدلال معها يسيل فيحلو ريق وصلها..
و هكذانجدها كلما اوغلت المسير في بيداء العمر احالت القفار جنانا ببهاء الحضور منها وانعمت على كل من حظى بالتواجد في محيط شخصها الاكمل بالروح في كنف فيء الحنو من قلبها الغض.فصارت ملاذ كل من يمر بواحة كيانها الميمونه قلبا وقالبا..ولكم استوقفتها خارطة طريق الاقدار اليها اذ انها لا تهدي لطريقها سوى الهائمين فاقدى الدعة ..عطشى الحنان ..سائلي المدد..ولكم كانت تبذل لهم عن طيب خاطر ما يطفىء غلة العوز فيهم.ويحذي ارواحهم الحائرة خلعة السكينة والانس.وهي في المقابل تصطنع السعادة لسعادتهم وتعبد ببسمتها الطريق لقلوبهم الكسيرة وعيونهم الدامية .وتحنو عليهم كغصن مال على صفحة الماء فلثم فوه انعكاس ظله عليها وما جنى منها الا الصدى!!
وقد تتابع السائلون وزاد العطاء.فغاض الفضل .ومع تكرار الحال حضر الملال..فلا جديد ولا فريد..فكلهم على حد سواء عابرو سبيل استحقوا فضل عطاء في اجل الاداء..وبعدما اشبع كل منهم مأربه شد راحلته واستأنف المسير مخلفا لها بعرة لا تتغير حتى وان تغير البعير..ويا للاقدار .اما سئمت من التكرار؟!اما اكتفت من الدوران في حلقة مفرغة حد اختلال الفكر منها؟!..ورغما عن هذا كله ظلت ايكتنا المعطاءة وارفة السجايا شادية البوح مثمرة المحيا قاطبة لكل صنوف القلوب..تسمع منهم في كل مرة نفس ذات اللحن بنفس ذات الكلمات حتى وان اختلف اداة العزف بين يدي كل منهم..وعلى غير اكتراث تعطي هي نفس ذات ردة الفعل بنفس ذات التفاصيل ودونما تأفف او استنكار..وكلما استوقفت الكرة لتسأل حالها..فيم الرضوخ وعلام الانصياع و الام نهاية المطاف..كانت الاجابة القاطعه للسان حال السؤال:..اما يكفيك يا ربة العطاء ان دان لك جميعهم بالبقاء .وجعلوك حاملة اللقب دونما منافس يذكر فأنت بالنسبة لهم جميعا لست سوى ..سيدة القلوب؟!!
عبير الصلاحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق