✍️ نجاة ضرضوري ✍️
القلم والكاتب
ويجب على القارئ أن يعلم أن الرابطة التي تجمع بين القلم والكاتب قوية لاغبار عليها ، قد تجعله يعطي كلا أو جزءا من وقته وعقله وكل أفكاره وأحاسيسه للورقة البيضاء التي أمامه يمنحها كل التبجيل والتقدير كأنه يخاطب شخصا معينا قريب من نفسه؛ كأنه يداعب حبيبه وعشيقه، يصدقه القول وهو كاتم لكل أسراره، هذه الورقة التي يراها البعض بيضاء فارغة فقط لاتنفع في شيء بعكس الكاتب والشاعر فهما يبدعان بقلمهما فوقها بسطور قليلة أو كثيرة حسب الأفكار التي يستحضرها المبدع للكلمات، يخاطب تلك الورقة ويحكي لها فهي تستهويه أحيانا فينسى معها كل همومه وأحزانه، وقد يحكي لها كل أفراحه وسعادته فهي تشاركه كل جميل و قبيح، تشاركه الحزن والفرح أيضا، تتقاسم معه كل مايخالج وجدانه وتكتم كل أسراره من خلال كتاباته، فهو يراها سيدة كل النساء وسلطانة تحكم كل الأمراء ؛ فكيفما كان جنس الكاتب سواء أنثى أو ذكر فهما يتعلقان بالورقة كتعلقهما بالقلم الذي يتراقص بين الأنامل فقد يسبب ذلك الألم والوجع لهم أحيانا ولكن وإن اندملت الأصابع وإن سالت الدماء منهم فلن يضمد جراحها سوى بانغماسه بين طيات الورقة والبدئ بأول كلمة كعنوان ليسرد بعدها كل التفاصيل بدقة ؛ فهذا هو الكاتب ، هذا هو الشاعر وهما معا مبدعان للكلمة وعاشقان للورقة والمتعلقة روحيهما بالقلم ، سواء كان لهما قراء أو انعدموا وسواء نشر مايكتبه للعلن أو لم ينشر، فما أكثر ما يكتب ظل بعيدا عن الأعين لم يظهر للعيان وطوي في دفاتر منسية طويها الزمن الغابر و رثتها عواصف ورياح جرفت معها الأوساخ وتراكم فوقها الغبار في خزانات النسيان ترافق رفيقاتها الكتب القديمة الرثة...
أرواح هذين المبدعين أحيانا تتذكر ذكرياتها الموجعة أو المفرحة ولاتهدأ إلا بوداع الدنيا ....
✍️ بقلمي
بنت الريف الأمازيغية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق