السبت، 15 يوليو 2023

خاطرة / صحراء النسيان للشاعر محمد درويش

 مازلت استطلع هلال المدينة الفاضلة ، ألملم شعث الماضي وأسير أشعث أبحث في صحراء العمر عن خيمةٍ تأويني وأناسٌ جدد يرسمون السعادة وينقشون الحب في القلوب ، عن حرفٍ لم يشرق عليه الشمس في دواويين الخيال ، كعصفورٍ في سجن صاحبه لم يأذن له بالطير . مازلت أتجرد من عباءة الأماني و أقيد بسلاسل الحلم الذي خاصم المنام ، وأصبحت مقيدا في واقعٍ لم يشفع لأنات الجوى و خواطر حائرة . لربما يأتي النهار ذات يومٍ يمحق الشقاء وينبت الأمل . مازلت أسير وسط الرمال الساخنة بعيدا عن ضجيج الزحام وفوضى اللامبالاة و صخب الكلمات . أنا هنا حيث يشاء القدر أن يمنحني السلام وسكينة النفس . أنا هنا بلا عنوان ، في ساحةٍ فارغةٍ على حدود السراب . أنا القصيدة التي كُتبت وشاعرها غرق على شطآن محبرته وابتلعت الأمواج قوافي الهوى.ولم يبق إلا نفحات ترافق آهات السفر ، وشوقٌ مصلوبٌ مع آلام الحنايا . إنى أرى في البعد الربيع تقتص منه الفصول ويُسرق الياسمين أمام عيني كالسبايا ، ويتناثر عبقه وسط العواصف ، ويتجرد الربيع من أسلحته رافضا النضال. أنا هناك حيث تستريح قدمايّ وأصرّح للقصيدة عناء العشاق . 


خاطرة / صحراء النسيان 

محمد درويش 

التاريخ ١٦ يوليو ٢٠٢٣

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق