أهلُ الكهف
بقاياهُ من ليلِ الأهلَّةِ تُقْبِلُ
وعيناهُ بالليلِ الطويلِ تُكَحَّلُ
وكم يُشبِهُ الضيفَ المُبخَّرَ راتبي
يُقيمُ ليومٍ واحدٍ ثُمَ يَرحَلُ
سأسْرِجُ ظهرَ الخيلِ بِضعَ دراهمٍ
يُطارِدُ دولارَ الرياحِ ويَصهلُ
وأنقعُ ديناراً وأشربُ ماءَهُ
لأعطسَ بالليراتِ حيناً وأسعُلُ
تذكَّرْتُ *خمسيناً لخمسينَ مرةً
وأطلقتُ آهاً من شِفاهيَ تُشعلُ
لقد أصبحتْ أسعارُنا مثلَ مِرجَلٍ
فنُغسَلُ فيها بعدُ نُكوى ونُصَقلُ
غدَونا على الأسعارِ نُبدي تَرَحُّماً
تُردَّى به الأمواتُ بُرْداً وتَنعلُ
صَبرْنا وما للصبرِ آخرةٌ تُرى
وليسَ لنا غيرُ الوجوهِ تُبدَّلُ
نُلبِّسُ أسناناً نُضاراً وتحتَها
بريقٌ من الآلامِ لا يُتحَمَّلُ
ونرسِمُ فوقَ التُرْبِ شكلَ قصيدةٍ
دوائرَ نارٍ بالثلوجِ تُكلَّلُ
وهذا أنينُ الشوكِ إثْرَ ٱعتزالِهِ
ولكنَّهُ تحتَ الزهورِ مُجَلَّلُ
على بَقْبقاتِ الماءِ تغلي حِجارةٌ
ونحنُ كأطفالٍ وأمٍّ تُعلِّلُ
ونُشبِهُ أهلَ الكهفِ حينَ تلطَّفوا
وآخرُ أوراقِ التداولِ أوَّلُ .
محمد علي الشعار
8/7/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق