شخوص في الفراغ
محمد حسام الدين دويدري
___________
جلست أضمّ مِرآتي
بكفٍّ عاثرٍ عاتي
وأنظر في زواياها
فأنبش في ملفّاتي
وأحلم بانتشاء الصمت
في حشد الفكاهات
عسى ثغري يعاندني
ويستجدي ابتساماتي
فقد أمسيت مكتئباً
على أنغام آهاتي
وقد ألفيت عالمنا
شحيحاً بالمناجاة
تناسى أننا بشر
وغالى في المغالاة
فصارت قوة الأشياء
أسا في المسارات
وصرنا في مساربها
فلولاً في المتاهات
لأنّ عزائم الأحرار
غاصت في الملذّات
وزاغت عن مدى الإبداع
في سيل الملمّات
وكنا أمة كبرى
فذبنا في كياناتِ
خفضت الطرف مرتعشاً
وعدت أضمُّ مرآتي
أجيل الطرف منفعلاً
فتزداد ارتعاشاتي
أحاول أن أرى الأشياء
في أنوار مشكات
ولكنّي رأيت بها
شخوصاً في الحماقات
وأشلاءً تصُبُّ دماً
على طرقات مأساتي
فثارت بي وشدّتني
على عجلٍ قناعاتي
فرحت أصيح في وجٍه
توحّش ذي انفجارات:
كفى... فالوقت يسحقنا
ويحجبنا عن الآتي
ويملأ أرضنا جدلاً
مليئاً بالمراءاة
كفانا نصطفي كذباً
ملايين الشعارات
★ ★ ★
سأقرأ مرّةً أُخرى
سطوراً توقظ الفخرا
تدرِّسُها مدارسنا
كراريساً بدت حكرا
لأهل الحكم والجبروت
لم نلقَ لها عذرا
وفي استظهارها سرنا
فلا نبقي لها فكرا
سأنبش في مفاتنها
بعقل يكشف الأمرا
ليدرك كلّ ما أخفت
ولا يبقي لها سترا
فمن سَبَكَ السطورَ سعى
نفاقاً يضمر الغدرا
ويستحيي شعارات
ينال بعجزها وزرا
كفانا نجعل التاريخ
من وهم القراءات
لنفشل في قراءته
ونفشل في المحاكاةِ
...........
الجمعة ٢٧ تموز ٢٠١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق