** في رحاب الكلمة **
الكلمة حروف أبجدية متقطعة،
أضفى عليها سبك وحبك اﻷديب المتمرس لونا إيحائي،
فصيرتها ماهية اﻷدب لغة تعبيرية متداولة الحوار، فعالة في منهجية المسار،
واﻹنسجام والمودة والإيثار،
تعطي الحياة شحنة القناعة والوقار،
ويبقى اﻹنسان ذاك المخلوق الغريب اﻷطوار،
المتقلب المزاج في اﻷلوان واﻷدوار،
يتخبط في حيرة مريرة
بين جذب رياح التيار،
باحثا عن اﻹستقرار،
تائها وسط الليل والنهار.
في زمن التيه واﻹنكسار،
قلما يجد الخيط الرفيع
بين الخيوط المتشابكة المتكاثرة،
ونادرا ما يحضا بوجه بشوش
بين الوجوه المنفرة النافرة،
والنفوس البائسة اليائسة المستنفرة،
وقلب سليم ينبض باﻷمان وفيض الحنان،
في جنان وبساتين الورد والريحان،
لولا فسحة اﻷمل والرجاء،
لما تنفس المرء الصعداء،
في الزحمة النكراء.
وخاصة في الحاضر الضاجر،
باﻷلم وكسر القلوب والخواطر،
القلاقل واﻷهوال بالقناطر،
والخطوب تباعا تخنق الحناجر،
زمن تاه فيه المرء عن نفسه وخله،
ضل اﻹنسان عن اﻹنسان وظله،
ويبقي الحرف والكلمة ملاذ الهمس والبوح
بما ينغص الجنان ويعكر طهر الروح،
حينها الشعر الفياض،
بشذى طيب الكلمة المنقوح.
يرخي الجناح عبر الآفاق،
ينشر الضياء واﻹشراق،
يفك اﻷسر عن النفوس واﻷشواق،
ينشد الحرية واﻹعتاق.
إنه زماننا ووقتنا،
محسوب علينا،
شئنا أم أبينا.
فل نتعلم مجاراته بنبل حسنا،
وكمال الثقة بأنفسنا.
وحسن الظن بربنا،
فإذا فقدت الكلمة ذواتها
وخابت دلالة حكمتها.
وما عاد الطيب في رائحتها.
فقل سلام على الدنيا وما فيها.
بقلم. الكاتب الشاعر الزجال
محمد السوارتي اﻹدريسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق