الهمُّ يرقد في الصدور
الشاعر : ميشيل رزق الله
من الأزل حتى آخر الدهور
الهمُّ يثور
يرقد في الصدور
يقتل المباهج والنور
أهيَّ خِدعة شيطان جسور ؟
أم لُعبة الإنسان
تتراقص فوق السطور ؟
ها هي أنَّة الأخلاق من الكسور
تهيم في الأنفس
وليس للأخلاق جذور
تتوارى الأحاسيس وراء اللهو والخمور
تتهاوى مراحم الأفئدة وتخور
حين ترتجف القلوب .. من يحتوي
قبل الهروب للجحور ؟
حين تنغمس السيوف في أعناقنا
حين توضع الحدود والأسوار
من يسمح بالعبور ؟
حين يموت الإنسان
ولا تُفتح له القبور
حين يمدّ البؤساء أيادٍ
أصابها الضمور
حين تطلب الأم صدقة لوليدها
بفرعين من الزهور
حين يبيع الفقير فلذاته
خدمة لمنازل
أو استجداء على الجسور
حين يتشرَّد الأطفال
في وحلٍ لأحزانه غمور
لا مأوى للمسنِّين ولا مشفى
ولا يرقُّ أصحاب القصور
عندما ينتشر الفراق بالطلاق
والأزواج غرقى في أعماق البحور
عندما تُسرق المراكز في الوظائف
والمستحقون في أحضان الجور
عندما يتصلَّف الحاكم وينتابه الغرور
عندما تدقُّ الأجراس
وتؤذِّن المآذن
والمصلُّون يُغطُّون الصلوات بالنفور
عندما يصيب الإسفاف الفنون
وتأخذ - رغماً - مدليات وكؤوس
عندما ترتفع الأسعار بلا قيود
ويستجدي الناس الغموس
عندما .. وعندما .. وعندما ..
تنفلت من عجلات الحب
مساميرٌ وتروس
والظلم دائرٌ ويدور
فيرقد الهم في الصدور
ويثور
يثور
يثور !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق