غناءُ الرحيل الأزرق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليس من عادتي
الاستيقاظ باكراً والجلوس قُبالة البحر
شيءٌ أشبه بعاشقٍ
لم ينم منذ الف عامٍ من الدمع
والأرق الصديق
ها انا
اقوم كمن يتخبطه الشعر
من الغرق الرحيم
اجلس وحيدا
امام لجة التوق
الملمُ شظايا احلامٍ بائسةٍ
عجوز
اثقلها مذاق الدمع
في ليل مالح السُهاد
كانت ومازالت
تراودني غواية الرحيل
حزم كل النصوص الخائبة
المتشردة على ارصفة المنوبية *
المحنطة بالوجع في توابيت
نائحة بحرقة المواويل الغريقة
ذات العنواين النابحة
من قلبي الكلب الوفي !
قلبي الذي تعود ان يقضم
عضمة الجوع حتى يشبع
الآخرون من موائدهِ الباذخة
بالحب والعواء
أن اهجر البكاء
حين تخوننا الأرصفة
فلا نجد لاروحنا الحافية
كسرة خبز ولا دمعة ورد
حين يراودنا البكاء
ولا نبكي
حين تزدرينا الاماني
بعد أن أنهكها الرجاء
على أغصان الأمل الكاذب
ويهجرنا الحلم
ولا نبكي
حين تكون ولا تكون
انت طريد الحب
حين يحتفي بنا
الأموات الاحياء
ويخذلنا الاحياء الأموات
حين ننشدُ الخلاص
فيطاردنا شبح السكينة
في تابوثٍ من جمر
حين يأتي الليل
بطمأنينة العتمة اللذيذة
فقط
حينها
طوبى للغرباء وما يقترفون
من وجعٍ وورد .
.......................................................
،*المنوبية حيٌ قديم بمدينة الخُمس العتيقة رحم الحب والغناء ومحراب الدراويش.
مفتاح البركي / Muftah Yousef /ليبيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق