الجمعة، 7 يوليو 2023

أمة ضلت طريقها للشاعر هلال مفرح المرصبي

 إلی العلمانيين من المسلمين وخاصة العرب


أمةٌ ضلَّتْ طريقها


تَهوي تُريدُ الإرتقاءْ

قُدُمَاً تسيرُ إلی الوراءْ

يعوي التحضَّرُ فانبرتْ

تبغي التحضَّرَ في العواء

إنَّ العراةَ لهم دهاءٌ

فالعُريُّ هو الدهاء

ما سِرُّ رقدتنا وما هو سرُّ

نهضةِ هؤلاء ؟

هذا السؤالُ لهُ إجاباتٌ ترضُّ الإنتماء

تَئِدُ الهويَّةَ تنسفُ الأخلاق نسفاً في الهواء

ولها براهينُ انتقاها من قريحتهِ الغباء

تُبدي العمیٰ ذا رونقٍ جذاب 

يُغري بالشراء

تجلي قرار الدركِ معراجاً

يحلِّقُ في السماء

ماذا عنِ الشمسِ المضيئةِ  ؟

برقعوا فيها الضياء

ماذا عن العقل المنير ؟

وكيف تخصِفُهُ حذاء

والداء كيف غدا أحبَّ إلی النفوس

من الشفاء

ماذا عن الحال البئيس مكذباً للإدعاء ؟

حسناً تعال بنا لنبحثَ عن إجاباتٍ سواء

هيا لنبحثَ بين أجفانِ الحقيقةِ والهراء

والفكر حرٌّ لا يُطيعُ هوی الولاء ولا العداء

يا أيها الدهر المرابط في الربيع  وفي الشتاء

وسمعتَ ما نشر البيان(١) 

وما يرتلهُ حراء

من كأسِ ماركس ارتشفتَ ومن كؤوس الأنبياء

وكلا الفريقين اصطحبتَ وفي تصرفك ابتلاء

رتَّلتَ فاتحة المسير

أذعتَ ختم الإنتهاء

وبلوتَ ما أدلی بهِ الإعلانُ أو كتم الخفاء

وعلمتَ ما توحي الحقيقةُ أو يُذيعُ الإفتراء

هَلَّا رويتَ لنا أحاديثَ السعادة والشقاء

أوَما نثثتُ لصاحبِ الُّلبِّ الحقيقةَ في الهواء ؟

أوَما جلوتُ لمن يری

وجهَ الحقيقة في جلاء؟

عن أيِّ شيءٍ تسألون ؟

أفي عيونكم غشاء ؟

أعَنِ المُحرِّرِ كيف ساق حرائرَ الدنيا إماء ؟

أعنِ الفضيلةِ كيف أدمتها مواخيرُ البغاء ؟

أعنِ الفُسُوقِ وكيف أن الفضلَ صارَ لهُ غطاء ؟

أعنِ الهنود الحمرِ أمستْ أرضُهم منهم خلاء ؟

ستون مليوناً رأوا صبحاً ولم يروا المساء

ذُبحوا بلا ذنبٍ جميعاً عند أقدام الثراء

بمدی رعاة كرامة الإنسان رعيان النساء

عن أي شيءٍ تسألون وما تبقی للمراء ؟

أوَما ترون المسلمين اليومَ يُصْلَونَ الفناء ؟

باتوا أذلَّ الناسِ أنصاراً وأشهاهم دماء

حتی الدعاء لهم يُجرَّمُ والترحُّمُ والدعاء

ماذا تبقیٰ من مُسمَّی النبل في عصر الفضاء ؟

أم عن قوانين الشذوذ ومزَّقتْ وجهَ الحياء ؟

أخشی انقراضَ الآدميَّةِ تحت آساسِ البناء

أتشمُّ أكباد اليتامی في جُشاءِ الأقوياء ؟

ماذا تری ؟ كيساً من الديباج يلؤهُ النُجَاء 

عرشاً من الطاعون قد ركزتْ لهُ الدنيا لواء

باع الجياعُ عيونهم 

كي يشتروا منهُ الوباء

ماذا هنالك ؟ باحثون عن السعادةِ في الشقاء

حادٍ رخيمُ الصوتِ يعزفُ كل مُرديةٍ حُداء

والعجزُ ألصقَ ذنبَهُ بالدينِ

وانتحل البراء

هم داء أنفسهم ويستشفون منهُ بكلِّ داء

أين العقول؟ تحجرتْ 

سمُّوا تحجُّرَها ذكاء

أوَلم تكونواسادة الدنيا وأصبحتم هباء ؟

فبمَ لبستُم أمسَ دونَ الخلقِ تاجَ الإصطفاء؟

وبأيِّ شيءٍ تلبسون اليومَ ذُلَّاً وازدراء ؟

أفَبعدَ ذلك تسألون ؟

فليس للأعمی شفاء


بقلمي :هلال مفرح المرصبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق