الخميس، 24 أغسطس 2023

ريما للشاعر كامل بشتاوي

 {ربما}

ربما لم تقولي أحبك

وربما لم أقلها أنا أيضا

ورغم ذلك نلتقي

ونتجاذب أطراف الحديث

في غابة النسيان

ونقطف بعض الأحلام

قبل غياب الشمس

كي نعود لذاكرتنا المتعبة

نستهلك حروف اللغة

ونستعير بعض الفرح

لنصوغ بيت شعر أندلسي

يناسب ناي حزينة

تئن من غياب ضوء القمر

وتأخر فصل الربيع

نستلق عند حافة النهر

قرب بيتنا القديم

قبل أن ترحل اسراب النحل

وقبل أن تغف السنابل

على وجنتيها

وتحتضن قطرات الندى

لا شيء يغريني بعد الأن

وبعد ان رحلت الأيائل

وفراشات الحقل

وماتت زهور الزعفران

تقولين لي حدثني 

فأنا مللت صمت النهر

وظلمة المكان

واشتقت لملح البحر

وهو يغزو جسدي المسجى

على قارعة الوقت

وقرب ظلكَ ينتظر اللقاء

وتسأليني أتعود ثانية؟؟ 

 لنلتق قرب تنورنا القديم

ونخبز بعض الأرغفة

للقادمين مع صهيل الخيل

من تخوم إشبيلية

وشوارع القدس القديمة

أنا لم أغادرك لأعود ثانية

وكيف أغادرك

وأنا أسكن في الوتين 

فالحب هو شغف الحبيب

وأنت شغف حروفي

فدعينا نتوسد الثرى

ونغف قليلا

على صوت تأوهات الأزهار

فقد تعبت أرواحنا

من السير في صحراء الرغبة

 فالحب هو ملهاة الشعوب

في زمن القحط

اخترعها حكماء اللغة

لكي ننسى شكل رغيف الخبز

ورائحة الهواء النقي

وطعم مياه ينابيع قريتنا

الحب يا سيدتي هو الوله 

وهواختزال كل شئ بحرفين

هو الوجع والسهر

هو استنزاف المشاعر

وهو اختلال بوصلة العقل

في لحظة مجنونة

استنشقتُ خلالها عطرك 

فأدركت حينها أنني قريب منك

وإنك تسكنين جوارحي

 دون أن أدري

يجنح الخيال باتجاه اللامعقول

ويغوص في علم الوجود

ليحوله إلى حقيقة

 وليس مجرد كلمات

لشاعرٍآضاع قافية القصيدة

فخربش على جدار عمره

كلمات بدون معنى

لكي يهرب من ذكرياته

ويعترف بأنه فشل في الحب

وفي استحلاب الغيم

ليروي عطش زهرة الأوركيدا

دنف الفؤاد صريع الجوى

يقلقه الغياب القسري

وتأويل معاني القصيدة 

يبحث عن صباه المفقود

عله يمسي عاشقاَ 

شغوفاً يرتشف قهوته

من شفتيها عند بزوغ الفجر

وعلى صوت أوراق الشجر

وهي تزاحم بعضها لتلثم

قطرات الندى بشغف وشبق

لا يحسه إلا الشعراء

ورغم ذلك لم يقل لها أحبك

وهي أيضاً كذلك

كامل بشتاوي 23/8/20232

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق