الخميس، 14 سبتمبر 2023

ق.ق الزلزال والحب للأديب المهندس جوزيف مزعل شديد

 قصة قصيرة 

الزلزال والحب

شاب جميل طالب طب سنة اخيرة يقطن في نفس البناء مع فتاة فاتنه كانت طفلة تصعد وتنزل معه لعبا بالمصعد مشاعرها البريئة  تصب في فرح الطفولة تغار منها البنات  لانها تتحين الصعود والنزول اثناء الذهاب للمدرسة مع حسين حيث طابقها ادنى من طابقه ..يلعب مع اصدقائه الطابة تلهوا بالفرجة عليهم  ..اسموها ام حسن لانها تحب الظهور مع الصبيان ...تلف سندويشة ثانية تتذرع انها تجوع كثيرا بالمدرسة تقدمها له بالمصعد .. ومعه اخرى لفتها له امه  ...يعود بسندويشة امه  وتعاتبه لماذا لاتاكل بالمدرسة وتاتي للبيت ملهوفا للعب دون طلب الطعام مني ..تستغرب الام  ..

الى المصعد نزولا  تستوقف  حسنة المصعد بالطابق الادنى  وتخرج معه للحديقة الملحقة بالبناء ينتظر زملائه  ..تسامره  انشالله الف صحة طيبة السندويشات  ..

تسرق طابة اخوتها وتكرجها امامه  ..العب بها  ..انما حافظ عليها  ..عنفت من اخوتها لتصرفها ...عندما يمرض تقطف له من ورود الحديقة ومن احواض الزريعة التي تعتني بها امها ...وتزوره مع اختها الصغيرة كما تعتب على امها لانها تاخرت عن زيارته والاطمئنان عن صحته ...ماما ..لا احب امه ..والله ياماما امه طيبة جدا تحبني وتستقلني  وتقدم لي الحلوى   كل مرة ..

انت تزوريهم وانا لا اعرف ...ماما حسين شاطر بالمدرسة ومتفوق يساعدني في حل الوظائف وخاصة الرياضيات ...

الورود التي تقطفها تكبر معها  وتنسقها  كل صباح بالمصعد تتركها له هذه الباقة الانيقة  وانت اجمل ورودها  ..يبتسم ..ماما هذه من ورود جارتنا على البلكون ومن اصاصيها  ..وجدتها بالمصعد 

نتائجك ياحسن في تراجع مابك متفوقة دائما كنتي ... وحسين مازال متوجا بالتفوق ....نتائجه باهرة ..

تنتظره على مدخل البناء بعد تعطل المصعد ..تعد درجات السلم مع كل نبضة من نبضات  قلبها شاعت علاقة الغرام و اعترفت له بهيامها به   حيث يلتم شباب البناء لمشاهدتها عند عودتها من الجامعة لاتنظر يمنة ويسرى  ضاجوا جميعهم تتكبر علينا ونحن طفولتنا مشتركة معها ....بعد ان اشرف على تخرجه بادلها الحب  والوفاء حيث الجمال والمودة  ..وتذكر لفائفها اللذيدة  ...ورائحة زهورها 

امه تفهمت ان العشق الذي ينمو مع الزهور وعطورها فواحة  حيث الحب سيثمر محبة وسعادة كما ابني لملم وحاز على الحب والشجاعة والشهادة من دعم وتشجيع  فتاة فاتنه تسهر على طراوة نسماته  وحثه على  الاصرار في التفوق على حساب وقتها وانجازها الذي تراجع  وفاء لعشقها لشاب اختاره قلبها البريء قبل ان تكتمل جوارحه ..ويقسى عودها .انما  نار الغضب  اشتعلت في صدر  امها التي لاتود امه وتخطط مع جارتها على خطوبتها من ابنها الثري  الذي يكبرها   ..كان صراعا مريرا بين الام وابنتها  ياماما الحب ليس هو الغاية بل هو وسيلة للوصول للسعادة جارنا ثري يوفر لك السعادة دون سهر الليالي والتامل والمواعيد مع الحبيب   ..وسماع اغاني ام كلثوم  اعرف مصلحتك اكثر منك ..حيث انت مغيبة بالغرام 

ماما لمن قطفت الورود من اصاصيك واعطيته سندويشاتك  ..من يرد جميل الحب والغرام  بالهيام والمستقبل الزاهر ..هل الثري الذي لم يشم وردة من ورودي  .لاتنسي انني ..تنفست مع حسين هواء المصعد وتقاسمته معه كل السنين ...وجارنا كان يراقب حركة المصعد ويعبث به ...يلهو بجمع المصاري في مكمورته وحسين كان يغمرني بالحب ويختزن ذكرياتنا الغنية بشقاوة الطفولة شبابا معا نضجنا و نبضات قلبي  حتى همساتي كانت صوت نبضات قلبه ...

زلزال الساحل دمر الحجر وقتل البشر ...والناجون  يبحثون عن اهلهم بالمشافي واستودعوا بمراكز الايواء   

تبحث عنه حسن بين الانقاذ والمشافي وكل مراكز الايواء ..عل ان يبقى املا بسند لها بعد مقتل اهلها واهله  .. 

انما القدر جمعهما معا بعد ان ترك بيت اقاربه باحثا عن حبه ..ومأؤى قلبه  ..عند توزيع الاعانات ... احتضنته طويلا وغمرته بقبلات الامل ظن الناس انه اخوها ...التقت به بعد الفاجعة الاليمة ..

عادت الروح لهما من جديد ..وهي  عودة للحياة .....برعاية الهلال الاحمر عقد قرانهما  ...وحملت توأما صبي وبنت .ثمرة غرام نقي وهيام بالوفاء مغلفا ..اقترحت تسمية البنت باسم امه التي كانت عونا لهما واسمى الصبي باسم والدها الذي كان يتصدى لغايات امها ....ويسندها ان الحب  لايعرف ثريا او فقيرا... بارك لهما خطوبتهما لكن القدر والزلزال عاجلهما ..ولم يتم الفرح الغامر .....

من خيالي القصصي .

المهندس جوزيف مزعل شديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق