خاطرة .
الخريف واوراق الاشجار
ماان يطل ايلول او يداهم فصل الخريف اوانه الوان اوراق الاشجار تتغير منها للاصفرار وتدريجيا الى الوان مختلفة منها البهية والنارية .اما خوفا من ايلول ورعبا من السقوط والتناثر او ان دورة الحياة حالة مرعبة تشيخ او تكبر الاحياء ..والاوراق رئة ومعدة وتمثيلا ضوئيا احيلت للتقاعد من خدمة الشجر والبشر يفسح المجال للاجيال الفتية والشابة للاغصان كي تزهو من غياب وتناثر الاوراق وتنتشق الاشجار والبيئة هواء نقيا مفلترا من اوراق جديدة خضراء حلة بهية تغدو الطبيعة شابة
وتتساقط متناثرة على الارض والترب وحتى الطرقات كأن الاشجار تبدل اثوابها الخضراء وتتعرى كما كل الكائنات العاقلة ..كي تغتسل في الحمامات ونفض غبار الايام المرهقة والغادرة وتنتصب هامات تحت غزارة امطار الخير المقدسة ..كانها تتعمد بها تتطهر وتتجدد او تتوضأ من اجل صلوات السجود ..يبدو القمر متسللا ينير من بين الاغصان التي تظلل الليل وتمنحه دفئ ايلول ...
وتظهر من جديد زاهية بالوان الزهور معطرة باجود انواع الروائح الفواحة ترتدي اثوابا كانها عريسا يافعا يحتفل الطير والعصافير والبشر مدعوون لزفاف عروستهم الطبيعة الفاتنة والانيقة مكياجها من سحر انامل الجداول والسواقي تغرد الطيور اجمل الالحان اعلانا بزواج فصل الى فصل انها طقوس الطبيعة ..حيث دورة الحياة والطبيعة حالة فرح والحان وغناء وبهجة وسرور وتكاثر بالرفاه والبنين ...وما الافراح الاتبدلا لاوراق الاشجار والتعري لارتداء اثواب البهجة والحياة تتجدد من امطار الخير المقدسة ...
المهندس جوزيف مزعل شديد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق