الطوفان
ماذا أكتب على قبرك أيها الطفل ؟!
وجميع الأقدار تنصاع إليك
ماذا أكتب على قبرك.،......
وأنا مرتبك بين الأمس وبين حلم ظل يراودني
كيف أناغي ثغرك على الثرى ؟
وجميع الخطوات تستبق ظلي
كيف أكتب شعرا وأنت أجمل نص مؤهل للسكن
أيها الثائر المتمرد .......
لا نص بعد اليوم يكسر ساعات النوم
لا أمة تمتد إليك ، ولا قصر يحمي عرش الغضب
أيها الحر في مملكة الميتين....
أيها الشامخ راحلا كنت أم حيا
جميع العقود تلبس ثوب الحداد
وأنت ما بين قبر ومنفى _مليء بالوجود_
أيها المشاكس على امتداد السنين
وفي غسق المقروء
كم كنت يقينا تحت الرماد
وفوق الرعود
أيها الاستثناء في زمن الخساسة
وفي حضن الخيانة
كم كنت كبيرا رغم الرماد
أيها الصوت المجند بالدعاء
كم تحشرج صوتك
وكم كفت الطيور عن الغناء
وكم نطقت بعض المفردات برب السماء
ترافقني شقشقة الجرح
ونزيفك الزكي...... .........
تلازمني أسئلة منذ الولادة
وخلف مدارج الصوت
فلا أجد على الأرض سوى صوتك _بوصلة_
ولا أجد سوى ظلك يسندني
قم واجمع شتاتك وامضي واقفا
فأنا اطالع وجهك بين مشفى وبيت وحي
وأرتب ذاكرة التاريخ على نسق يتهجى تاريخ الطوفان
بقلم توفيق العرقوبي تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق