الثلاثاء، 31 أكتوبر 2023

اغضب للشاعر د. صلاح شوقي

 ...............(( اغضَبْ ))

أيَّها العرَبي ، سلِيلُ الأشاوسْ لا تتَوانَى

كالمارد ، اغضَب ، فقد  انتفضَ الحجرْ


انتفضَ ، بيدِ الصِّبيَة  قذفًا  ، كأنَّهُ

مِن سِجيلٍ ، عليهِم  شرٌ  مُستَطَرْ


اغضَب ، وكُن خيرُ  خلفٍ  للسَّلفٍ ،

بالنِّزالِ ، أمجادُهم  يحكِيها  البشرْ


وانفض عَن رأسِكَ  رداءَ  الذُّل و 

الهوَانِ  ، بئسَ  الرِّداء  المحتقَرْ


الى مَتى تُطأطِيءُ الرَّأس ، أيكفي

تستنكر ، تشجبُ و تدِينُ من قهَرْ؟


شَمِّر ساعِدَيكَ ، واستَحِث  فِيكَ

الكرَامة ، أخيك الغزاوِيُّ في خَطرْ


قالها  أبو بكر الصِّدِّيقُ لابن الوليد : 

احرِص على الموتِ ، فكم  بها انتصَرْ


تُوهَب لكَ الحياةُ ، انهض و احظَ 

بشمُوخ  المسلمُ  ، الأبِيّ  المُنتصِرْ


وليكُن أسوَتكَ  خالدٌ ، و جسارَتهِ

لا يَهابُ  الرِّماح ، بالنَّصرِ كم  ظفرْ


سَعَى للشهادةِ ما  نالها ، فاستَاءَ

الموتُ  بفَرَاشِهِ ، كالبَعِيرِ  يحتَضِرْ


فلا نامَت أعينُ الجُبناءِ ، انَّهُم مَوتَي 

الضمائِرُ ، الأنطاعُ ،  قُسَاةُ  البَشرْ


أهوَالٌ ، فاذا ما اقشَعَرَّ بدَنُكَ ، ولا

أدمعَت عَينكَ ، فأنتَ  عَدِيمُ النَّظرْ


حمايةُ الأوطانِ ، صارَت جُرمٌا ، أتَت

جَحافِلُ الشِّركِ ، صَبَّت حِمَمُها كالمطرْ


اغضَب ، غزَّةَ  تُبُاد ، المجدُ للشُّهدَاءِ

انمَحَت  أجيالٌ ، نصرَكَ يا جبَّار يا مُقتَدِرْ


أمَا تستحُون؟ وَيحَكمٍ ! يا عَبيدَ المَلَذَّت ، 

معنا  الَّلهُ ، هيهَاتُ ، الغزاوِيُّ  أن  يَنكَسِرْ

         ==============

د. صلاح شوقي.     مصر.   ٢٠٢٣/١٠/٣٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق