الخميس، 12 أكتوبر 2023

زغاريد الرصاص للكاتبة د.ندى مأمون إبراهيم

 *اعزائي: 


كتبت هذا النص  في شهر مايو المنصرم ،  ولم انشره..

 وذلك عند اشتداد القتال الأرعن الدائر في السودان . 

يومها لم أكن أعلم أن جراح غزة سوف تنكأ من جديد، وأن الخرطوم سوف تواصل نزفها ..

وأننا  نبتلى كل يوم بنزف غائر في مدينة عربية جديدة،  وطوفان من الأسى لا ينتهي ..

وكأنه قد حكم علينا  مطولا  بسماع صوت زغاريد الرصاص الصاخب ، الذي  يزف العشرات والمئات إلى السماء!! ولا ينتهي...وإلى متى ؟ ! 


لا أعلم ..


لكن ما أعلمه جيدا،  أنني  سئمت صوت هذه الزغاريد. 


* ندى . ‐------------------------------------------- 


زغاريد الرصاص


 ل ندى مأمون . 


-----------------------


نعتني بالسذاجة حينما طلبت منه أن ينتظر.

 أراد الفوز بقلبي وأن أزف إليه ،ولا يهم بعدها ما يحدث !


 يسمع كل يوم عن جريح وعن قتيل من بين جيراننا  ،ولا يكترث ..


قال لي.. 


- الخرطوم الآن مثل غزة .

غزة  تزرح تحت صواريخ المحتل وناره لعقود كثيرة ،وتظل تزهر وتنجب ،وأنت لا تطيقين صبر شهور قليلة  على  قصف القنابل ! 


 قلت له وأنا أقلب تلك (الدبلة )الرقيقة بين أصابعي ..


 -ليتنا مثل غزة وأهل غزة .. نحن لا نقاتل محتلا ،بل نقتل بعضنا. 

مولود أرض غزة ، يولد فيرضع الصمود ،وتطبع على جبينه خارطة الوطن، سيكبر وهو يعلم غريمه الذي يستحق القصاص . 


أما مولودنا إن أتى ، فلن يجد خارطة ولا غرماء ينازعهم الوطن ..


حدجني بنظرة ساخرة ومضى .. ترك خاتمه في اصبعي، وقطع عهده معي.


 بعدها ، رأيت جنازته  وجنازة  عروسه ، تطوفان شوارع الخرطوم ، ومعها جنائز أخرى.. 

ولم أعرف من قاتله ولماذا قتل ؟!


 ‐----------------------------------------- الكاتبة : د. ندى مأمون إبراهيم   


2023 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق